على الرغم من اندلاع حرب غزة منذ 7 تشرين الأول الفائت والاشتباكات اليومية الحاصلة على الحدود الجنوبية، حافظ سعر صرف الدولار على استقراره النسبي، الا انه وصل في اليومين الماضيين إلى عتبة الـ 90 ألف ليرة، فهل بدأت حرب غزة والخوف من انتقالها في أي لحظة إلى لبنان تؤثر على سعر الصرف؟
يؤكد الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور بلال علامة لـ “لبنان 24” ان “الدولار لا يزال ممسوكا حتى الآن بقرار سياسي خاصة بعد تجفيف السوق من كل السيولة بالليرة اللبنانية، وهذا الأمر تم في الأيام الأخيرة لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة حيث تم سحب كل الليرات من السوق وما تبقى لا يكفي أصلا الآلية التشغيلية ولا يؤدي إلى تشكيل حالة مُضاربة تؤثر على سعر صرف الدولار”.
ويتابع: “ليس هناك من سيولة بالليرة اللبنانية تجعل المواطن يشتري الدولار على نحو يشكل ضغطا يؤدي إلى ارتفاع سعره، كما ان الدولارات التي يتقاضاها الناس يضطرون لصرفها وبالتالي فالعرض هو أكثر من الطلب “.
وعن ارتفاع سعر الصرف في اليومين الماضيين، يقول: “مع اشتداد الحرب في المنطقة بدأت التحويلات والتدفقات المالية وأموال المغتربين والسيّاح تتقلص، فبدأ السوق يشعر بنقص في الدولارات ما جعل بعض الناس والتجار يزيدون من تخزين المواد الاستهلاكية والضغط بما تبقى لديهم من دولار فتحرّك السوق صعودا حتى وصل سعر الصرف إلى 90 ألف ليرة ثم انخفض واستقر نسبيا، وهذا الأمر مرحلي”.
ويضيف علامة: “طالما ان المعادلة القائمة مستمرة على هذا النحو فالدولار سيبقى ممسوكا ولن يرتفع الا في حالة اندلاع الحرب والبدء بتسجيل الخسائر الكبيرة حينها سيرتفع بوتيرة سريعة ليس بسبب السوق والعرض والطلب بل بسبب انخفاض الموجودات في لبنان والقيمة الشرائية لليرة اللبنانية والقوة الشرائية للاحتياطات اللبنانية”.
ولفت علامة إلى انه “لاحقا في حال حصول عملية نزوح داخلي كبيرة قد تكون آثارها خطرة جدا وستؤدي إلى عملية ارتفاع سعر صرف الدولار نتيجة اشتداد الطلب لتأمين المتطلبات الأساسية لحركة النزوح ما سيؤدي إلى ارتفاع بالأسعار وزيادة التضخم”، مُشددا على ان “المعادلة القائمة مُستمرة بانتظار التطورات اللاحقة وفي حال تغيرت فحُكما سعر الدولار لن يبقى كما هو عليه”.