السكك الحديدية تجذب شركات الشحن بعد اضطرابات البحر الأحمر

4 فبراير 2024
السكك الحديدية تجذب شركات الشحن بعد اضطرابات البحر الأحمر


تسببت الاضطرابات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر بفعل هجمات الحوثيين المستمرة على السفن، في زيادة الطلب على النقل بواسطة السكك الحديدية، لمواجهة تحديات أزمة الشحن التي تعاني منها التجارة العالمية.

ما يدفع خبراء ومهتمين للتساؤل فيما إذا كانت السكك الحديدية تمثل بديلاً للشحن البحري، أو إلى أي مدى يمكن أن تسهم السكك الحديدية في تعويض الارتباك في الشحن البحري؟وذكر تقرير نشره موقع “سي إن بي سي” حول الاضطرابات في البحر الأحمر، أن:وكلاء شحن أبلغوا عن ارتفاع الطلب على البضائع التي يتم إرسالها عبر السكك الحديدية من الصين عبر روسيا إلى أوروبا في ضوء الاضطراب الذي حدث في الطرق البحرية بسبب هجمات الحوثيين على البحر الأحمر.شركات شحن تعرب عن مخاوفها بشأن مرور البضائع عبر روسيا، مع استخدام طريق السكك الحديدية “الممر الأوسط” عبر كازاخستان كبديل.على الرغم من أن خطوط السكك الحديدية عبر روسيا لا تمثل سوى نسبة صغيرة جداً من الحاويات المنقولة بين الشرق الأقصى وأوروبا، إلا أنها شهدت ارتفاعاً طفيفًا في الاهتمام أيضاً.شركات التجميع – الشركات التي تنظم شحن البضائع – تؤكد وجود زيادة حادة في الاستفسارات والحجوزات لمسار السكك الحديدية وأن هذا المسار أصبح أكثر جاذبية لشركات الشحن لأنه أرخص من الشحن الجوي وأسرع من استخدام النقل البحري.الاتحاد الأوروبي يسمح بنقل البضائع الخاضعة للعقوبات عبر السكك الحديدية عبر روسيا (النقل البري للمنتجات الخاضعة للعقوبات محظور).حجوزات خطوط السكك الحديدية بين الصين وأوروبا ارتفعت بنسبة 37 بالمئة خلال الأسابيع الأربعة الماضية، بسبب اضطرابات البحر الأحمر وفقاً إيجور تامباكا، العضو المنتدب لشركة Rail Bridge Cargo، وهي شركة لوجستية هولندية.في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” يقول الخبير الاقتصادي عبد الله الشناوي: “يمثل البحر الأحمر ممراً محورياً مستمداً أهميته من أهم ممر يربطه بالبحر الأبيض المتوسط وهو قناة السويس، موضحا أن التجارة العالمية تأثرت جراء ما يحدث به من اضطرابات تمثلت في هجمات الحوثيين، ما أدى الى تداعيات تمثلت في تقلص حجم التجارة نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة تصل إلى 250 بالمئة.وأضاف أن ذلك قد انعكس على تأثر سلاسل الامداد بالنقص، وبالتالي ارتفاع التضخم على مستوى العالم، بالإضافة إلى أن باب المندب يمثل الطريق الرئيسي خاصة لشحنات النفط من الشرق الأوسط إلى أوروبا والولايات المتحدة”.ورداً على سؤال حول إمكانية أن تلعب السكك الحديدية دوراً فاعلاً أو مكملاً ومساهماً لضمان المحافظة على تدفقات التجارة العالمية، يجيب الدكتور الشناوي: “إن التحديات الجديدة التي واجهت عمليات الشحن البحري ألقت الضوء على إمكانية النقل أو الشحن بالسكك الحديدية، مثال ذلك الشحن بين الصين وأوروبا، والذي بلغ حجمه ما يقرب من 945 مليار دولار في عام 2022″.ومن المتوقع أن يتسارع النمو الهائل بالشحن بالسكك الحديدية، ومن العوامل التي تساعد على ذلك هو التحول في أنواع البضائع المنقولة حيث زاد التركيز على السلع ذات القيم العالية مثل أشباه الموصلات والهواتف وأجهزة الكمبيوتر ما أدى إلى زيادة لطلب على وسائل النقل الأسرع مقارنة بالشحن البحري، حيث لا يحدث تجميد كبير لرؤوس الأموال بالإضافة الى انخفاض تكاليف التأمين بحسب الشناوي. كما يشير الخبير الاقتصادي إلى أن الشحن بالسكك الحديدية يعد بديلاً مرناً يترتب عليه مزايا أساسية تتمثل في درجة الموثوقية وفعالية التكلفة في وقت عدم الاستقرار البحري، ويعتبر كذلك أقل تكلفة مقارنة بالشحن البحري ما يجعل منه خياراً مفضلاً للشركات الساعية لتحقيق التوازن بين عاملي السرعة والتكلفة.وذلك بالإضافة إلى مزايا أخرى تتمثل تحسين استدامة التجارة العلمية، وتأمين سلاسل الامداد، وتقليل انبعاثات الكربون، وكل ذلك يدفع بضرورة التعاون لتطوير ممرات السكك الحديدية، وتوفير حلول تكنولوجية وتحقيق استثمارات مالية وفكرية لتحسين البنية الأساسية المادية وغير المادية للشحن،وحتى يلعب الشحن بالسكك الحديدية الدور الفاعل يتطلب ما يلي، بحسب الدكتور الشناوي:توسيع البنية الأساسية للسكك الحديدية.تطوير السكك الحديدية الاستراتيجية حيث يترتب على تعزيز قدرات السكك الحديدية والموائمة مع المشغلين الرئيسيين مساعدة الشركات على تنويع وتأمين خدماتها اللوجستية.لا يترتب على توسيع البنية الأساسية زيادة الطاقة الاستيعابية للشحن فقط، بل يعزز درجة المرونة في مواجهة الاضطرابات المستقبلية، وبالتالي ضمان طرق تجارية موثوقة خارج البحر الأحمر.وتجدر الإشارة إلى نقطة هامة مؤداها أنه لا يكفي الاعتماد على السكك الحديدية للشحن بل حتمية الاهتمام بدور” وكلاء الشحن” حتى يمكن التغلب على التحديات اللوجستية، وحثهم على تقديم حلول مبتكرة للحفاظ على تدفق البضائع حتى في الأوقات الأكثر سوءاً. حيث ان الشحن بالسكك الحديدية يحقق التوازن بين التكلفة والسرعة مع وجود طرق برية مستقرة تتجاوز المخاطر البحرية.أخبار ذات صلة