حيث يكتسب المنافسون المحليون كل يوم أرضاً جديدة، ويتفوق الشراء بدافع الوطنية غالباً على جاذبية منتجات هذه الشركات.
ويشير انخفاض الحصة السوقية وأرقام المبيعات لهذا الشهر إلى أن المجموعتين الصناعيتين تواجهان بالفعل منافسة متزايدة محلياً، علاوة على التوترات الجيوسياسية بين أمريكا والصين. وقد لجأت كل من الشركتين إلى التخفيضات لمحاولة الحفاظ على جاذبيتهما بين الصينيين.
وكان الابتعاد عن “أبل” على وجه الخصوص حاداً في طبيعته، مدفوعاً بحملة من أعلى الهرم السياسي لتقليل استخدام موظفي الدولة لهواتف “آيفون”، والعودة المظفرة للبطل القومي الصيني “هواوي”، وهي الشركة التي تغلبت على العقوبات الأمريكية العام الماضي وطرحت هاتفاً ذكياً محلياً يستطيع الاقتراب من سرعات شبكات الجيل الخامس.
وكانت مشاكل “أبل” واضحة تماماً في التجمع السنوي الضخم للحزب الشيوعي الصيني في بكين مؤخراً، حيث أفاد عشرات المشاركين لـ”فاينانشال تايمز” بأنهم يستخدمون هواتف صنعتها علامات تجارية صينية.
وجذبت التحديات التي تواجهها الشركتان في الصين، والآخذة في الازدياد، انتباه وول ستريت. إذ أسهمت الصين في انخفاض أسهم “أبل” بنسبة 9% هذا العام، وفي تراجع أسعار أسهم «تسلا» بمقدار 28%، ما يجعل الشركتين الأسوأ أداء بين أسهم شركات التكنولوجيا التي يطلق عليها “السبعة الرائعون”.
وفي مواجهة سوق أكثر صعوبة، اضطرت “آبل” وعدد من متاجر التجزئة الخاصة بها إلى بدء الإعلان عن خصومات.
من جانبها، لجأت “تسلا” مراراً لمثل هذه الاستراتيجية؛ حفاظاً على مبيعاتها في البر الصيني. وأعلنت الشركة الأمريكية المصنعة للمركبات الكهربائية في الآونة الأخيرة حوافز تصل إلى 34,600 يوان (ما يساوي 4,800 دولار) لإغراء المستهلكين الصينيين بشراء سيارات السيدان «موديل 3» ومركبات «موديل واي» الرياضية.
وفي حين ظلت مبيعات “تسلا” قوية في الصين خلال العام الماضي، لكن الشركة تواجه حرب أسعار ضارية ومؤشرات مبدئية على تباطؤ نمو الطلب. وتراجعت مبيعات “تسلا” من مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة خلال الشهرين الأوائل من العام الجاري بالصين، بنسبة 6.6% من 7.9% في الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب بيانات لجمعية سيارات الركاب الصينية. ولم تستجب «تسلا» في الصين لطلبات التعليق على الفور.(صحيفة البيان)