على الرغم من أن روسيا لا تزال ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم وثاني أكبر مصدر للوقود، فإن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى التخلص التدريجي من الغاز الطبيعي من مصادر روسية بحلول عام 2027 بسبب حرب البلاد مع أوكرانيا، خاصة وأن روسيا تؤمن فقط 15% من احتياجات أوروبا.
فإذا لم تكن روسيا هي أكبر منتج عالمي للغاز فمن الدول العشر الكبار؟
تتربع في المركز الأول الولايات المتحدة الأميركية بقدرة إنتاج 1.03 تريليون متر مكعب، إذ تعدّ أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، حيث تمثل ما يقرب من ربع إنتاج الغاز الطبيعي العالمي، تليها روسيا بإنتاج 699 مليار متر مكعب.
وباعتبارها ثاني أكبر مصدر وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، تمتلك روسيا أيضاً أكبر احتياطي معروف للغاز الطبيعي على هذا الكوكب. وبحسب ما ورد تمتلك مجموعة الطاقة المملوكة للدولة غازبروم حصة 16.3% من احتياطيات الغاز الطبيعي العالمية.
أما المركز الثالث فاحتله إيران، بإنتاج 244 مليار متر مكعب.
وتعد إيران ثالث أكبر دولة منتجة للغاز الطبيعي، وتمثل حوالي 6% من الإنتاج العالمي. تحتل دولة الشرق الأوسط المرتبة الثانية من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي. ومع ذلك، فإن بنيتها التحتية للغاز الطبيعي متخلفة كثيراً عن أكبر منتجين للغاز الطبيعي.
وفي عام 2022، كان إنتاج الغاز الطبيعي الإيراني حوالي ثلث إنتاج روسيا وربع إنتاج الولايات المتحدة فقط.
وفي السنوات الأخيرة، حفزت الحكومة الصينية التحول من الفحم إلى الغاز الطبيعي للحد من تلوث الهواء وتحقيق أهداف الانبعاثات. وتضاعف إنتاجها من الغاز الطبيعي تقريبا في العقد الماضي، لتحتل المركز الرابع.
أما كندا فإنّها تمتلك 83 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة، ويعد الحوض الرسوبي الكندي الغربي (WCSB) المصدر الرئيسي لغالبية إنتاج الغاز الطبيعي في كندا. بالإضافة إلى WCSB، تحتوي الحقول البحرية بالقرب من نيوفاوندلاند ونوفا سكوتيا ومنطقة القطب الشمالي وساحل المحيط الهادئ على احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي.
وتعد قطر سادس أكبر منتج للغاز الطبيعي وتمتلك ثالث أكبر احتياطي مؤكد للغاز الطبيعي في العالم. وتقع غالبية احتياطياتها في أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، حقل الشمال البحري.
تليها أستراليا، إذ بلغت صادراتها من الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير خلال العقد الماضي مع بدء تشغيل العديد من مرافق الإنتاج الجديدة. واليوم، تمتلك أستراليا ثاني أكبر قدرة تشغيلية لتصدير الغاز الطبيعي المسال في العالم.
النرويج هي ثامن أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم وثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي. لقد حلت الدولة الاسكندنافية محل روسيا بشكل مفهوم كمورد رئيسي لسوق الغاز الطبيعي الأوروبي. وفي عام 2023، أفادت التقارير أن النرويج استحوذت على 30.3% من الغاز الطبيعي المورد إلى الاتحاد الأوروبي.
وعززت شركات الغاز الطبيعي النرويجية إنتاجها استجابة للطلب المتزايد، وفي منتصف عام 2023، أعطت الحكومة الضوء الأخضر لـ 19 مشروعاً لاستخراج النفط والغاز في البلاد. ومع ذلك، في أوائل عام 2024، هناك بعض المخاوف من أن الصناعة قد تواجه رياحاً معاكسة من لوائح تغير المناخ المقترحة التي من شأنها فرض حظر على مشاريع التصدير الجديدة في بحر بارنتس.
وشهدت السعودية، وهي تاسع أكبر دولة منتجة للغاز الطبيعي، زيادة في إنتاجها بأكثر من 10% في السنوات الخمس الماضية ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 105 مليارات متر مكعب من وقود الطاقة.
تشير تقارير Mordor Intelligence إلى أن هذا النمو في الإنتاج يرجع في جزء كبير منه إلى زيادة تطوير آبار الغاز الطبيعي المستقلة. منحت شركة أرامكو عقوداً لشركات الطاقة التي تتطلع إلى تطوير أكبر حقل للغاز غير التقليدي في البلاد، وهو حقل الجافورة، الواقع بالقرب من الخليج العربي.
حاليا لا تصدر البلاد إنتاجها من الغاز الطبيعي. ومع ذلك، تخطط الحكومة لبدء تصدير الغاز الطبيعي بحلول عام 2030. ووفقا لتقييم الأثر البيئي، تعمل السعودية على استبدال “النفط الخام وزيت الوقود والمولدات الكهربائية التي تعمل بالديزل بالغاز الطبيعي وتوليد الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وهو ما من المرجح أن يزيد الطلب المحلي على الغاز الطبيعي.”
وتمتلك الجزائر خامس أكبر قدرة على تصدير الغاز الطبيعي المسال في العالم. وفي حين انخفضت صادراتها من الغاز الطبيعي بنسبة 10.6% في عام 2022 مقارنة بعام 2021، إلا أن الرقم لا يزال مرتفعا بنسبة 24% مقارنة بعام 2020. وفي عام 2022، ذهب ما يقرب من 85% من صادرات البلاد لتغذية الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا. ووقعت إيطاليا اتفاقا مع الجزائر العام الماضي لزيادة كمية الغاز الطبيعي التي تستوردها من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
ومن 2023 إلى 2028، تتوقع الحكومة الجزائرية أن تشهد زيادة في إنتاجها من الغاز الطبيعي سنويا بنسبة 1.4%.(العربية)