يشهد العالم ارتفاعاً قياسياً كبيراً في الطلب على النحاس، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في الوقت الذي تتهافت فيه الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة على توسيع استثماراتها في سوق النحاس وزيادة حصتها السوقية منه.
وبدأت إدارة بايدن في الاجتماع مع المستثمرين المحتملين بشأن الاستحواذ على حصة في مناجم شركة في زامبيا بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار، وهي الشركة التي تمتلك واحداً من أكبر مناجم النحاس في العالم.
وإن التنافس على صناعة النحاس، لا يقتصر على الشركات الأميركية وفق تقرير نشرته جريدة “وول ستريت جورنال”، حيث أبدت شركات من السعودية والإمارات واليابان اهتمامها بالاستحواذ على حصة في شركة “فيرست كوانتوم مينيرالز”.
وتقول الصحيفة إن التنافس الحالي على شراء حصة في هذه الشركة الزامبية يُعد جزءاً من الاندفاع العالمي للحصول على المزيد من النحاس، وهو عنصر رئيسي في كل شيء بدءاً من السيارات الكهربائية إلى خطوط النقل ومراكز البيانات التي تدعم ثورة الذكاء الاصطناعي.
واستعرضت الصحيفة العديد من الصفقات المحتملة ومحاولات الاستحواذ لدول مهمة على شركات تعمل في مجال إنتاج النحاس، وفسرت ذلك بأنه يعود إلى “الجهود المبذولة على مدى سنوات من أجل بناء الإمدادات من المعادن بالغة الأهمية للتحول إلى الطاقة الخضراء”.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على النحاس مع إغلاق بعض المناجم أو تقليص إنتاجها، حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنحاس بنسبة 20% هذا العام، بحسب ما رصدت “وول ستريت جورنال”.
وفي الوقت نفسه، تقوم شركات التعدين الصينية، بدعم من الحكومة، بشراء الأصول المتعلقة بالنحاس بسرعة، وفي دول الحزام والطريق، التي لا تشمل البرازيل أو أستراليا، أنفقت الصين أكثر من 19 مليار دولار العام الماضي على المعادن واستثمارات التعدين، بزيادة 158% عن عام 2022، وذلك بحسب بيانات صادرة عن مركز التمويل الأخضر والتنمية بجامعة فودان في شنغهاي. (العربية)