شهدت عملة البتكوين ارتفاعاً هائلاً خلال العقد ونصف العقد الماضيين، ولم يكن هذا العام استثناءً، إذ وصلت العملة المشفرة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق. ففي بداية العام، بلغ سعر البتكوين 42280 دولاراً في فترة استعادة الزخم، بينما وصل في تعاملات الاثنين عند مستويات حول 62 ألف دولار أميركي.
وكانت معظم تحركات أسعار البتكوين هذا العام مدفوعة بعدة عوامل اقتصادية؛ بما في ذلك الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة في البتكوين وتداولها، والتنصيف الرابع للعملة. مهدت كل الأخبار حول هذه الاتجاهات الطريق لسعر البتكوين للنمو بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
ومن المتوقع أن تجتذب صناديق الاستثمار المتداولة الحالية لعملة البتكوين وصناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم التي تم الإعلان عنها أخيراً مليارات الدولارات من المستثمرين. وسواء كان الأمر كذلك أم لا، فمن المتوقع أن يجذب هذا الارتفاع ملايين المستخدمين إلى العملات المشفرة وربما يبلغ ذروته في نهاية عام 2024 أو بداية عام 2025.
رئيس الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق، يقول إن أداء العملات المشفرة وبالأخص البتكوين خلال النصف الأول شهد تسجيل مستويات قياسية -رغم التقلبات- مع موافقة هيئة الأوراق المالية بالولايات المتحدة على إنشاء صناديق للاستثمار بالبتكوين.
ويضيف: “هذا العامل كان له تأثير قوي على أداء العملات المشفرة، لا سيما خلال الربع الأول من العام 2024، والذي شهد ارتفاع العملة المشفرة ارتفع خلالها البتكوين بنسبة 67,57 بالمئة تقريباً، فيما سجلت خلال الفصل الثاني من العام الجاري تراجع بنسبة 10 بالمئة”.
ووفق تقرير coinmarketcap، فإن النصف الأول من العام 2024 جلب أخباراً جيدة لمستثمري البتكوين، الذي يطلق عليه في أوساط الكريبتو “الذهب الرقمي”، فقد كان هناك تفاؤل في جميع أنحاء آفاق سوق البتكوين مع زيادة التبني العام.
كما شهدت العملة المشفرة تغييرات كبيرة في ديناميكيات السوق حيث أصبحت أكثر تقلباً في الأشهر الأخيرة وكسرت الاتجاهات المحتملة بينما أصبحت غير قابلة للتنبؤ. ولن يكون من المستبعد أن نقول إن النصف التالي من عام 2024 سيكون أكثر اضطرابًا بالنسبة للبتكوين.
ومن العوامل التي تنتظرها العملة المشفرة، ما يتعلق بنتائج الانتخابات الأميركية، فقد توقع بنك ستاندرد تشارترد وصول سعر البتكوين إلى 100 ألف دولار مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، ثم الارتفاع إلى 150 ألف دولار بنهاية 2024 في حال فوز دونالد ترامب الذي أظهر دعماً للعملة المشفرة أخيراً.
وفي هذا السياق، يقول المدير التنفيذي في شركة VI Markets، أحمد معطي، إن التوجهات الأخيرة للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وحملته الرئاسية “تعكس بشكل كبير دعم العملات المشفرة”، وهو ما يخالف توجهاته ومعارضته القوية لها خلال فترة ولايته السابقة.
ويشير معطي في الوقت نفسه إلى أن الدعم الحالي وسياسة ترامب الحالية تجاه ذلك الملف، يدعم وينعكس بصورة إيجابية على سوق الكريبتو مستقبلاً في حالة عودته، لما سيؤدي إلى تقديم تسهيلات لملف العملات المشفرة.
من جانبها، تتوقع خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، تسجيل العملات المشفرة والبتكوين بشكل خاص، مسار صاعد، وتحقيق مستويات قياسية جديدة خلال النصف الثاني من العام الجاري، خاصة في ضوء اهتمام المتداولين بتلك العملات لقدرتها على تحقيق أرباح قوية في فترة وجيزة.
وتشدد على أن العملات المشفرة سجلت أداءً صاعداً كاتجاه عام (رغم التقلبات)، خاصة بتكوين خلال النصف الأول، بدعم من رؤية المستثمرين لتلك العملات التي لا تخضع للسياسات النقدية من جانب البنوك المركزية. (سكاي نيوز عربية)
