أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي، أن أسعار الفائدة تحتاج إلى أن تُخفض بشكل كبير لحماية سوق العمل في الولايات المتحدة ودعم الاقتصاد الأميركي.
وأضاف غولسبي: “مع اكتسابنا الثقة بأننا في طريقنا للعودة إلى نسبة 2%، فلا بد من تكثيف تركيزنا على الجانب الآخر من مهمة “الفيدرالي” – وهو التفكير في المخاطر المتعلقة بالتوظيف”. أضاف في نقاط حديثه خلال جلسة أسئلة وأجوبة في شيكاغو اليوم الاثنين: “هذا يعني على الأرجح المزيد من تخفيضات الفائدة خلال العام المقبل”.
حذر غولسبي من أن تدهور أسواق العمل يحدث بسرعة أكبر مما يمكن أن يقدمه البنك المركزي من خلال تخفيضات الفائدة. وقال: “ليس من الواقعي أن ننتظر حتى تظهر المشكلات”. أضاف: “إذا كنا نريد هبوطاً سلساً، فلا يمكننا أن نتأخر عن التحرك”.
أوضح غولسبي أنه أيّد قرار “الاحتياطي الفيدرالي” الأسبوع الماضي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو ما ردّده رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري، ورئيس البنك في أتلانتا رافائيل بوستيك في تصريحات منفصلة يوم الاثنين.
رغم أن غولسبي ليس من الأعضاء المنتظمين في التصويت في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية هذا العام، إلا أنه يشارك في مناقشات السياسة النقدية. قال: “توقيت أول تخفيض ليس بأهمية النظرة طويلة الأمد بأن الأوضاع جيدة في كلا جانبي المهمة”. أضاف: “لابد من خفض أسعار الفائدة بشكل كبير في المستقبل إذا كنا نريد الحفاظ على هذه الأوضاع”.
كما نوّه غولسبي بأن تكاليف الاقتراض تفوق المستوى “الحيادي” بمئات نقاط الأساس، وهو مستوى من الفائدة لا يحفز ولا يقيد النشاط الاقتصادي. وأضاف: “خلال الأشهر الـ12 المقبلة، أمامنا طريق طويل للوصول بأسعار الفائدة إلى مستوى يشبه المستوى الحيادي للحفاظ على الأوضاع الحالية”.
قال: “عندما يكون التضخم عند الهدف والبطالة في المستوى الذي تريده، هل ترغب في أن تكون الأكثر تشدداً منذ عقود؟” أضاف: “إذا ظللت متشدداً لفترة طويلة، فلن تكون في هذا الموقع المثالي للتوازن بين الجانبين لوقت طويل”.
تظهر توقعات الفائدة التي تم إصدارها إلى جانب قرار “الفيدرالي” تبايناً كبيراً بين المسؤولين بشأن المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه الفائدة بحلول نهاية عام 2025. على عكس كاشكاري، الذي يتوقع تخفيضات أصغر بمقدار ربع نقطة خلال الاجتماعين المتبقيين للفيدرالي هذا العام، لم يحدد غولسبي ما إذا كان يتوقع تخفيضات بمقدار ربع أو نصف نقطة خلال الأشهر المقبلة. شدد بوستيك على أن “الفيدرالي” ليس ملتزماً بوتيرة تخفيضات كبيرة مستقبلاً.
وأعرب غولسبي عن قلقه بشأن مسار سوق العمل خلال الأشهر القليلة الماضية، مشيراً إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت السوق تتجه نحو مستوى أكثر استقراراً بعد فترة من الانتعاش القوي في فترة ما بعد الجائحة، أو ما إذا كانت تتدهور بشكل أكبر من ذلك. أشار إلى أن التسريحات الكبيرة تاريخياً تُحدث حلقة مفرغة سلبية حيث يؤدي فقدان الوظائف إلى تراجع في الإنفاق، مما يدفع الشركات الأخرى إلى تسريح مزيد من العمال استجابة لتراجع الطلب.
ارتفعت نسبة البطالة، التي بلغت أدنى مستوى تاريخي لها عند 3.4% العام الماضي، إلى 4.2%. قال غولسبي يوم الاثنين إن هذا المستوى يُعتبره معظم الناس متناسباً مع التوظيف الكامل. وأضاف: “في الأساس، نرغب في تجميد الجانبين من مهمة الفيدرالي عند هذا المستوى”.