تعاني بيروت اليوم، من شلل تام في حركة قطاع المطاعم والمقاهي فيها. ففي عام 2023 شهد القطاع نمواً ملحوظاً، حيث افتُتح نحو 300 مطعم ومقهى جديد في كل أنحاء لبنان، لكن جاءت الحرب لتقلب هذه الصورة رأساً على عقب، إذ تكبّد هذا القطاع خسائر فادحة بحيث تراجعت حركته بنسبة 90 %.
وبعد أن كان من المتوقّع افتتاح 50 مطعماً ومقهى ومحلَ سهر في بيروت وجبل لبنان ، ألغى أصحابها مشاريعهم، وقرّروا تعليق كل نشاطٍ يتعلّق بهذا الموضوع. وبينما أنهى أصحاب المطاعم والمقاهي تجهيزات فروعهم الجديدة في بيروت وجبل لبنان، توقفوا مؤخراً عن العمل فيها بإنتظار الفرج ومنهم من قرر مغادرة لبنان .
وقد قام فريق “بيروت نيوز” بجولة على أسواق بيروت والجميزة، فهذه الأماكن التي لطالما كانت تعج بالزوار ليلاً نهاراً، أصبحت اليوم مختلفة تماماً وساد عليها الصمت والسكون. إذ بات العمل يقتصر على خدمات الدليفري للبنانيين والنازحين، ولا ننسى أن بعض المحال فتحت أبوابها للنازحين من أجل مساعدتهم.
هذا الأمر اختلف قليلاً في البترون وجبيل وبرمانا، فما زال بعض الزوار يقصدونها خاصة النازحين، ومع ذلك ما زالت هذه المناطق لا تعوض خسارتها الكبيرة.
كما أنّ بعض المطاعم الكبرى أقفلت أبوابها إلى حين انتهاء الحرب واضطرت إلى الاستغناء عن الموظفين المسؤولين عن إطعام عائلاتهم دون الأخذ بعين الاعتبار أوضاعهم وظروفهم.
وبالتالي، فإنّ هذا الأمر سيعزز الهجرة وفقدان الطاقات الشابة من لبنان دون عودة. ويبقى السؤال، إلى متى سيظل هذا القطاع الذي يُعتبر القلب النابض للحياة الاقتصادية في لبنان يدفع ثمن السياسة والاجندات الخارجية؟