شارع الحمرا أمام إنتعاشة.. ماذا فعل النزوح به؟

25 أكتوبر 2024
شارع الحمرا أمام إنتعاشة.. ماذا فعل النزوح به؟

وفي بعض النواحي، أعطى النزوح الجماعي لمئات الآلاف من الأشخاص من جنوب لبنان وسهل البقاع الشرقي والضواحي الجنوبية لبيروت، دفعة قوية لهذه المنطقة التجارية بعد سنوات من التراجع نتيجة الأزمة الاقتصادية في لبنان.

 

ولطالما كان شارع الحمرا بمثابة مركز للسياسات المضطربة في لبنان، خلال ذروة الازدهار الذي شهده لبنان في الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، فهو كان يمثل كل ما هو ساحر، وكان مليئاً بأفضل دور السينما والمسارح في لبنان، فضلاً عن المقاهي التي يرتادها المثقفون والفنانون، إلى المتاجر الفاخرة.

وعلى مدى العقود الماضية، شهد الشارع صعوداً وهبوطاً اعتماداً على الوضع في الدولة الصغيرة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط والتي شهدت نوبات متكررة من عدم الاستقرار، بما في ذلك حرب أهلية استمرت 15 عاماً وانتهت عام 1990.

وفي عام 1982، غزت الدبابات الإسرائيلية شارع الحمرا بعد اجتياح البلاد، وفي السنوات الأخيرة، تغيرت المنطقة بسبب تدفق اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في الدولة المجاورة، وتضررت الشركات بسبب الانهيار المالي للبلاد، الذي بدأ عام 2019.

وصعّدت إسرائيل بشكل كبير هجماتها على أجزاء من لبنان في 23 أيلول، مما أسفر عن مقتل نحو 500 شخص وإصابة 1600 آخرين في يوم واحد بعد ما يقرب من عام من المناوشات على طول الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.

وأدت الهجمات المكثفة إلى نزوح جماعي للأشخاص الهاربين من القصف، بما في ذلك العديد ممن ناموا في الساحات العامة أو على الشواطئ أو الأرصفة حول بيروت.

وقُتل أكثر من 2574 شخصاً في لبنان وجُرح أكثر من 12000 آخرين من جراء الحرب، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، ونزح نحو 1.2 مليون شخص.

وازدحمت منطقة الحمرا، وهي منطقة عالمية ومتنوعة، حيث انتقل البعض للعيش مع أقاربهم أو أصدقائهم وتوجه آخرون إلى الفنادق والمدارس التي تحولت إلى ملاجئ.

وفي الأيام الأخيرة، اقتحم النازحون العديد من المباني الفارغة، قبل أن تجبرهم قوات الأمن على المغادرة بعد مواجهات.

وقال عضو جمعية تجار الحمرا محمد الريس، إنه قبل تدفق النازحين، كانت بعض المحال تخطط لإغلاق أبوابها بسبب الصعوبات المالية.

وتحدث عن تدفق النازحين الذي عزز التجارة في الحمرا بطرق لم تشهدها منذ سنوات قائلاً: “إنه شيء لا يمكن تصوره”، كما لفت إلى أن بعض التجار ضاعفوا الأسعار بسبب الزيادة في الطلب.

وفي أحد متاجر الهواتف الخلوية، قال فاروق فهمي إن مبيعاته زادت خلال الأسبوعين الأولين بنسبة 70%، حيث قام معظم الأشخاص الذين فروا من منازلهم بشراء أجهزة الشحن وبيانات الإنترنت لمتابعة الأخبار، وقال: “السوق تعاني من الركود مرة أخرى الآن”.

وبما أن الكثيرين فروا من منازلهم ومعهم القليل من متعلقاتهم، زادت مبيعات الملابس الداخلية والبيجامات للرجال والنساء بنسبة 300% في متجر صغير يملكه هاني، الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل لأسباب تتعلق بالسلامة.

دار السينما “لو كوليزيه”

 

وكانت دار السينما “لو كوليزيه” التي تعود إلى 60 عاماً، وهي معلم بارز في شارع الحمرا، مغلقة منذ أكثر من عقدين حتى وقت سابق من هذا العام عندما تولى الممثل اللبناني قاسم اسطنبولي، مؤسس المسرح الوطني اللبناني، تجديدها.

 

ومع موجة النزوح الهائلة، تحولت الدار إلى مأوى للعائلات التي فرت من منازلها في جنوب لبنان.

وهذا الأسبوع، جلس النازحون في دار السينما في بيروت على حصرٍ رقيقة فوق سجادتها الحمراء، يتفحصون هواتفهم ويقرأون، فيما كان بعضهم يساعد في أعمال تجديد المسرح. (24)