رأت صحيفة “Financial Times” البريطانية أن “الهجوم الإسرائيلي على حزب الله في لبنان، والذي اشتد بشكل حاد على مدى الشهرين الماضيين وأحدث دمارًا في البلاد، أدى إلى القضاء على التعافي الاقتصادي المتواضع الذي كانت الشركات اللبنانية تتمتع به بعد أربع سنوات من الأزمة الاقتصادية الحادة. وقال مروان بركات، كبير الاقتصاديين في بنك عودة ومقره بيروت: “لقد توقفت معظم قطاعات الاقتصاد اللبناني”. وقال إنه بدون وقف إطلاق النار، فإن الضرر الاقتصادي قد يتفاقم كثيرا: إذا استمر الصراع حتى نهاية عام 2025، “نحن نتحدث عن توقعات نمو بنسبة 20 في المائة تحت الصفر للعام المقبل”.”
وبحسب الصحيفة، “كان لبنان ذات يوم المركز المالي للشرق الأوسط، ولكن منذ عام 2019، عانى سكانه من انهيار قيمة العملة بنسبة 98 في المائة وأزمة مصرفية حالت دون حصول المواطنين على ودائعهم. لقد منع الجمود السياسي الطاحن معالجة هذه المشاكل، في حين لم تذهب إعادة هيكلة الدين العام التي تشتد الحاجة إليها إلى أي مكان. وبدلاً من النمو بنسبة 0.9 في المائة الذي توقعه البنك الدولي سابقًا، يتوقع البنك الآن أن ينخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في لبنان بنسبة 6.6 في المائة هذا العام. أما المنطقة الأكثر تضرراً فهي جنوب لبنان، الأقرب إلى الحدود مع إسرائيل، حيث يعتمد الاقتصاد المحلي على الزراعة، إلا أن القرى الريفية في مساحة واسعة من الجنوب أصبحت خالية من السكان تقريباً. ويقدر البنك الدولي الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في لبنان بنحو 1.1 مليار دولار”.
وتابعت الصحيفة، “وبعيدًا عن الزراعة والتصنيع، تقلص مصدر آخر مهم للدخل مع تصاعد التوترات خلال الصيف: الإنفاق على العطلات من قبل الانتشار اللبناني الواسع النطاق، الذين اختار العديد منهم عدم القدوم أو قطع الإجازات، خوفًا من إلغاء الرحلات الجوية. وبحلول أيلول، عصفت الحرب بالبلاد، وفر أكثر من مليون شخص إلى مناطق أكثر أمانًا حيث قصفت الغارات الجوية الإسرائيلية جنوب وشرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وهي مواقع يهيمن عليها حزب الله”.
وأضافت الصحيفة، “غادر أكثر من 600 ألف شخص من الجنسيتين اللبنانية والسورية لبنان إلى سوريا، وفقاً للأرقام الرسمية. لقد أدت هذه الحركة الخارجية إلى تقليل الاستهلاك بشكل أكبر. ويأمل رجال الأعمال أن يشجع وقف إطلاق النار قبل عيد الميلاد الناس على العودة إلى المتاجر لشراء الهدايا، ويأمل آخرون أن يتمكن المغتربون اللبنانيون من العودة لقضاء العطلات، ويتوقعون منهم قضاء الوقت في المطاعم والحانات”.