في خطاب تنصيبه أمس الاثنين، تعهد الرئيس الأميركي باستعادة قناة بنما، قائلاً “لقد أعطيناها لبنما، وسوف نستعيدها مرة أخرى”.
وأضاف: “لقد نكثت بنما بعهدها لنا، وتم انتهاك الغرض من الاتفاقية وروح المعاهدة بشكل كامل، فالسفن الأميركية تفرض عليها رسوماً باهظة للغاية، ولا يتم معاملتها بشكل عادل بأي طريقة ولا شكل، بما في ذلك البحرية الأميركية”.
كما قال ترامب: “فوق كل شيء، تدير الصين قناة بنما، ونحن لم نعطها للصين، لقد أعطيناها لبنما، وسوف نسترجعها مرة أخرى”.
الأمر الذي يطرح تساؤلا عن سبب رغبة ترامب في استعادة بنما، لاسيما أنها تجني أرباحاً طائلة.
قناة بنما المربحة
ففي عام 2024، حققت القناة أرباحاً إجمالية بلغت نحو 5 مليارات دولار.
ووفقاً لدراسة نشرتها مؤسسة “آي دي بي إنفست” في ديسمبر/كانون الأول، فإن 23.6% من الدخل السنوي لبنما يأتي من القناة والشركات التي تقدم خدمات مرتبطة بعمليات القناة.
وفي عام 2007، بدأت بنما العمل على أكبر توسعة للقناة منذ ما يقرب من قرن من الزمان، وهي مجموعة جديدة من الأقفال التي من شأنها أن تسمح للسفن الأكبر حجما أي أكثر من مرة ونصف حجم السفن التي كانت تعبر الممر المائي سابقًا بالمرور عبر القناة.
فيما كلفت الأقفال الجديدة بنما أكثر من 5 مليارات دولار ودخلت حيز التشغيل في عام 2016. كما ضاعفت أكثر من ضعف حركة المرور البحرية التي يمكن للقناة التعامل معها.
“أعطيناها بغباء دون مقابل”
وحصدت القناة الموسعة مليارات الدولارات لبنما وساعدت البلاد في أن تصبح معقلاً نادرا للاستقرار في أميركا الوسطى حيث تعاني دول أخرى من الفقر والاتجار العنيف بالمخدرات الذي يغذي الهجرة إلى الولايات المتحدة.
في عام 2011، قال ترامب “إن بنما تسير على ما يرام مع القناة، وهناك العديد من العمال، وهناك الكثير من فرص العمل. لقد أعطت الولايات المتحدة القناة بغباء دون مقابل”.
في المقابل أوضح المسؤولون في بنما أنهم لن يقبلوا أي محاولة للاستيلاء على الممر المائي المربح، الذي يمر عبره حوالي 5٪ من إجمالي حركة المرور البحرية العالمية.
ولكن شبح التدخل الأميركي مرة أخرى يدق أجراس الإنذار في بلد يعتمد على الممر المائي الذي يحمل نفس الاسم وعلى العلاقات الجيدة مع واشنطن.(العربية)