تقول الدراسة إنه يمكن للغذاء أن يكون مخادعًا أكثر من المخدرات، فالمدمن على المخدرات يعي أن ما يفعله خطأ وأنه يؤذي نفسه، لكنه عاجز عن التوقف وبحاجة للمساعدة، أما المدمن على الطعام فلا يمتلك المشاعر ذاتها.
دور الدماغ في متعة الطعام
وكي لا يصل الإنسان إلى مرحلة الإدمان على الطعام، عليه أن يتدارك الأمر منذ البداية، لكن إذا ما عرفنا كيفية معالجة الدماغ لقدرتنا على التوقف، أدركنا أنه ليس هناك شخص اختار أن يكون مدمنًا على الطعام أو مصابًا بالسمنة.
ذلك أن المتعة الناتجة عن الطعام تتم معالجتها في أجزاء من الدماغ تُعرف بمستقبلات (دي 2)، وتتمثل مهمتها في إفراز الدوبامين الذي يمنح الإحساس بالرضا عن المتع الغريزية وهي الطعام والجنس.
ويظل الدوبامين في حالة توازن طالما نحن قادرون على التحكم في كمية الطعام، لكن عند وجود عدد قليل جدًا من مستقبلات (دي 2) وكمية قليلة جدًا من الدوبامين، يتأثر سلوكنا بشكل كبير ويصبح المجال مفتوحًا لتناول المزيد من الطعام دون الاهتمام بالعواقب.
لكن الدوبامين ليس وحده المؤثر، فهناك أيضًا هرمون اللبتين الذي تفرزه الخلايا الدهنية، فعندما نكون جائعين تكون مستويات هرمون الليبتين لدينا منخفضة، وعندما نأكل يخبرنا اللبتين بأن علينا التوقف عن الأكل، لكن بالنسبة لمدمني الطعام لا يتم إفراز هرمون الليبتين بكميات كافية أو أن الدماغ لا يتفاعل معه بشكل كافٍ.
أغذية معينة تسبب الإدمان
هل يمكن لأطعمة محددة أن تساهم في إدماننا على الطعام؟ غالبًا ما يشير خبراء التغذية إلى السكر كسبب رئيس للسمنة، لكن الأمر أكثر تعقيدًا، فالحلويات التي نأكلها وتؤدي للإدمان هي نتاج لمزيج من ثلاثة أشياء: السكر والدهون والملح. ورغم أن كل مادة وحدها غير شهية، إلا أن وجودها معًا كحلوى أشبه بالسحر.
تخلص الدراسة إلى أن هناك متعة كبيرة في الطعام، إلا أنها متعة يجب التعامل معها باعتدال؛ لأنها يمكن أن تخرج عن السيطرة بسهولة، ومن الخطأ وصف من لا يستطيعون مقاومة الطعام بأنهم أشخاص يفتقرون إلى الإرادة أو الانضباط؛ لأنهم في الحقيقة مدمنون يستحقون كل الدعم لمساعدتهم على التعافي من إدمانهم.