تقول فليس جاكا، مديرة مركز الغذاء والحالة المزاجية بجامعة ديكن في أستراليا ورئيسة الجمعية الدولية لبحوث علم النفس التغذوي وهو علم يركز على الطريقة التي يؤثر بها الطعام في الصحة العقلية والنفسية: “ترتبط جودة الطعام، بغضّ النظر عن طريقة قياس هذه الجودة، بانخفاض نحو 30% في مخاطر الإصابة بالاكتئاب”.
ووجد الباحثون أنَّ اتباع النظام الغذائي لدول البحر المتوسط الغني بالخضراوات الخضراء والفواكه والمكسرات والبقول وزيت الزيتون والمأكولات البحرية، قد يساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب، في حين أنهم وجدوا أن الأشخاص الذين يأكلون كمية أكبر من اللحوم أو منتجات الألبان معرَّضون لمخاطر الإصابة بالاكتئاب بشكلٍ أكبر.
كما وجد الباحثون في تجربةٍ عشوائية صغيرة ظهور تحسّن على الحالة المزاجية لطلبة الجامعة الذين يعانون أعراض الاكتئاب خلال 3 أسابيع فقط من الاعتماد على نظام غذائي زادوا فيه الخضراوات وقللوا فيه من اللحوم، وهو ما اعتبروه معياراً ذهبياً.
ولكن وعلى الرغم من ذلك لا تشير أي من الدراسات التي أجراها الباحثون إلى أنَّ النظام الغذائي وحده يمكنه معالجة أو الوقاية من الاكتئاب، ولكن تحسين النظام الغذائي يمكنه منح أساسٍ قوي للشفاء، بمساعدة العلاجات الأخرى.
وبحسب دور رمزي، الأستاذ المساعد بقسم الطب النفسي في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا ومؤسس عيادة المخ والتغذية في نيويورك، فإنَّ الأطعمة التي تحتوي على كميات أعلى من العناصر الغذائية المقاوِمة للاكتئاب، تتضمن الأطعمة ذات الصدفتين، مثل المحار والرخويات، فضلاً عن الخضراوات الخضراء مثل الجرجير والسبانخ.
قال كريس بالمر، مدير قسم الدراسات العليا والتعليم المستمر بمستشفى ماكلين في بيلمونت، وأستاذ مساعد الطب النفسي بكلية الطب في جامعة هارفارد، إنَّ الحمية الكيتونية ساعدت مرضى الاكتئاب المقاوم للعلاج.
وأضاف بالمر: “إنَّ أبسط طريقة للتفكير بشأن تأثير الحمية الكيتونية هي إن كانت خلايا المخ لديها مشكلة مع مصدر الطاقة، فإنها لن تعمل بشكل صحيح، ولن تفرز المقدار الكافي من السيروتونين الهرمون المرتبط بالحالة المزاجية، والنقص النسبي للسيروتونين هو أحد الأسباب الأساسية للاكتئاب”.
والحمية الكيتونية التي يستخدمها بالمر ليست تلك الحمية نفسها التي تنتشر على عبر المنصات، إذ إنها برنامج صارم يخضع للإشراف الطبي، حيث يمكن أن تتسبّب في بعض الأعراض الجانبية الخطيرة خلال الأسابيع الأولى، مثل الإنفلونزا الكيتونية، أو قد يُغيّر الطريقة التي تعمل بها الأدوية.
وفي حال قام الأشخاص بتجريب هذا النظام الغذائي من تلقاء أنفسهم من دون فهم، ربما ينتهي بهم الأمر يائسين من الوصول إلى أي نتيجة، فعادةً ما تحتاج الاضطرابات العقلية والنفسية الحادة تدخلاً طبياً مختصاً للمساعدة.