وعن أسباب حدوثها، فهي مختلفة ومتنوعة ويمكن أن تتفاوت من حالة لأخرى، منها الأسباب الطبيعية التي تقف وراء الشعور بتلك الحكة لدى معظم الناس، حيث يمكن أن تتسبب إيقاعات الساعة الطبيعية للجسم أو الدورات اليومية في التأثير على وظائف الجلد مثل تنظيم درجة الحرارة وتوازن السوائل وحماية الحاجز.
ويشير باحثون إلى أن تلك الوظائف تتغير ليلا؛ فدرجة حرارة الجسم وتدفق الدم للبشرة، على سبيل المثال يزيدان في المساء؛ ما يؤدي لتدفئة البشرة، ويمكن أن يتسبب ارتفاع درجة حرارة البشرة في زيادة الشعور بتلك الحكة. فضلا عن أن ما يفرزه الجسم من مواد يختلف كذلك على حسب التوقيت في اليوم؛ إذ يفرز في المساء مزيدا من بروتينات السيتوكينات التي تزيد الالتهابات، بالإضافة إلى أن مصادر الإلهاء تقل في المساء ومعها تزيد درجة الشعور بتلك الحكة.
كما أن هناك أيضا أسبابا مرتبطة بالحالة الصحية، فإلى جانب إيقاع الساعة الطبيعية للجسم، هناك مجموعة مختلفة من الحالات الصحية التي يمكن أن تتسبب في تفاقم الشعور بحكة الجلد ليلا ومنها الأمراض الجلدية كالأكزيما، الصدفية والقشعريرة، والحشرات مثل الجرب والقمل وبق السرير والدودة الدبوسية، وأمراض الكلى أو الكبد، وأنيميا نقص الحديد، ومشكلات الغدة الدرقية.
هناك أيضا الحالات النفسية مثل الإجهاد والاكتئاب وانفصام الشخصية، ومتلازمة تململ الساقين، والسرطانات مثل سرطان الدم والأورام الليمفاوية، واضطرابات الأعصاب مثل التصلب المتعدد، القوباء المنطقية والسكري، وردود الفعل التحسسية تجاه مواد بعينها كالمواد الكيميائية، المخدرات، الأطعمة أو مستحضرات التجميل، والحمل.
وبالنسبة للعلاج، فهناك بعض الأدوية والعقاقير التي يمكن أن تصرف وفق توجيهات الطبيب بعد خضوع الحالة للفحص والتحليل لوضع العلاجات المناسبة للحالة.
وينصح في مثل هذه الحالة باستخدام بعض الطرق المنزلية التي قد تفيد في الأمر مثل استخدام مرطب خال من الكحول، ووضع كمادات رطبة ومبللة للحد من الحكة، والاستحمام بماء فاتر ودقيق شوفان غروي أو صودا خبز، وتشغيل مرطب الهواء في الغرفة، وارتداء بيجامات مصنوعة من أنسجة طبيعية ناعمة كما القطن أو الحرير عند النوم، والحفاظ على درجة حرارة الغرفة رطبة، وتجنب الكافيين والكحول قبل النوم، بالإضافة إلى تجنب استخدام أي مستحضرات تجميل من كريمات معطرة وصابون معطر أو أي منتجات تهيج البشرة، وعدم الهرش أو خربشة البشرة.