وأوضح فيلدر، في حديثه إلى شبكة “سكاي نيوز”، أن مجموعة الخلايا الأولى هي “الخلايا الكأسية” والأخرى هي الأهداب، مشيراً إلى أن الخلية الكأسية “تنتج مخاطا يصنع طبقة غروية رطبة على الجهاز التنفسي، وهذا مهم للمساعدة في الحفاظ على رطوبة الرئتين، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة الإنسان”.
ولفت فيلدر إلى أن “كورونا” الجديد ربما يصيب هاتين المجموعتين من الخلايا بشكل تفضيلي، وهو أمر لوحظ كذلك في حالات فيروس “سارس”، أو المتلازمة التنفسية الحادة، التي نشأت في الصين أيضا، وتسببت بمقتل 774 شخصا في أعقاب حالة التفشي بين عامي 2002 و2003، أي أقل بكثير من الذين سقطوا ضحية فيروس كورونا الجديد.
وباختصار، عندما يصيب فيروس مثل فيروس كورونا الجديد خلية ما، يجبرها على استقبال الآلاف من الفيروسات الأخرى، إذ تتفاعل البروتينات التي على سطح الفيروس ببروتينات الخلية من خلال الالتصاق أو الامتصاص، ثم يبدأ بالتكاثر الفيروسي من خلال استنساخ فيروسات جديدة قبل أن تتحرر من الخلية المضيفة، لتنطلق لمهاجمة الخلايا الأخرى.
وأوضح فيلدر أن المشكلة في فيروس كورونا الجديد “هي أن الفيروس يصيب هذه الخلايا ويبدأ في قتلها، وبما أنها تقتل تلك الخلايا كجزء من عملية التكاثر، فإن الأنسجة تسقط في الرئتين، وتبدأ الرئتان في الإصابة بالانسداد، الأمر الذي يعني أن المريض يصاب بالتهاب رئوي”.
وألمح فيلدر إلى أن هناك مشكلة إضافية تتمثل في أن جهاز المناعة يحاول الرد وصد الأذى لأنه يدرك أن الجسم يتعرض للهجوم.
ويعتقد فيلدر أيضا أن جهود الجسم في مكافحة الفيروس يمكن أن تسبب التهابا في الرئتين، مما قد يجعل التنفس أكثر صعوبة.
وبيّن أنه “بمجرد دخول الفيروس إلى الرئتين، يمكن أن يبدأ في التسبب بمشاكل في الأكياس الهوائية في الأوعية الدموية في الرئتين، أو الحويصلات الهوائية”، التي تعتبر مهمة للغاية في عملية التنفس الطبيعي لمساعدة الجسم على تبادل ثاني أكسيد الكربون مع الأكسجين.
وبحسب فيلدر، فالأمر قد لا يقتصر على الرئتين التي هاجمها الفيروس، إذ يهاجم كورونا الجديد أعضاء مهمة أخرى في الجسم، فهو يستهدف الكليتين أيضا، ويتسبب بعدم قدرتها على العمل بشكل صحيح، الأمر الذي قد يؤدي إلى فشل الأعضاء، وفق حديثه.