الجمعية اللبنانية للطب النفسي: اقتراح قانون زراعة القنب لا يَضمَن عدم انتشار الإضطرابات النفسية

3 مارس 2020
الجمعية اللبنانية للطب النفسي: اقتراح قانون زراعة القنب لا يَضمَن عدم انتشار الإضطرابات النفسية

أبدت الجمعية اللبنانية للطب النفسي (LPS) خشيتها من عدم تَضَمُّن اقتراح القانون الرامي إلى تنظيم زراعة القنب للاستخدام الطبي والصناعي، والذي أقرّته اللجان النيابية المشتركة الأسبوع الفائت، أية “ضمانات” بأن هذا القانون “سيكون مفيداً للمزارعين ولن يزيد من انتشار الاضطرابات النفسية المرتبطة باستخدام” الحشيشة، داعية إلى “إجراء مزيد من التقييم لهذا التشريع” يشارك فيه “جميع الأطراف المعنيين”، وتنظيم “نقاش علمي” في شأنه.

 
وجاء في بيان أصدرته الجمعية: “نظراً إلى أن النقاش في شأن تشريع زراعة القنب للاستخدام الطبي أصبح أخيراً مسألة ذات أهمية عامة، فإن الجمعية التي تُعتَبَر الجهة الرسمية التي تمثل الأطباء النفسيين في لبنان ضمن نقابة الأطباء، تتناول في هذا البيان بعض المخاوف في شأن المقاربة التبسيطية والمعلومات المغلوطة الذي تصاحب هذا النقاش”.
 
وأضافت: “في الواقع ، كنا، كأطباء ، نتعامل مع الجدل المتعلق باستخدام الحشيشة وإساءة استخدامها قبل وقت طويل من هذا النقاش حول التشريع. وفي وقت تزايدت الدعوة إلى التشريع بشكل أساسي بسبب الضغط الاقتصادي والاجتماعي، فإن الجمعية ترغب في تذكير الرأي العام بالحقائق العلمية القائمة على الأدلة المتعلقة باستخدام استخدام القنب وإساءة استعماله”.
 
وأوضح البيان أنّ “الحشيشة تُعتبَر إحدى المواد المخدّرة نفسياً (عقار)، كمواد أخرى كثيرة (مثل الكوكايين والهيروين)، وهي تأتي في مجموعة متنوعة من الأشكال، وتتفاوت درجة قوتها وآثارها”.
 
وإذ أشار البيان إلى أن “البحوث العلمية أظهرت أخيراً إمكان استخدام بعض مكونات الحشيشة في علاج بعض الأمراض الجسدية كالسرطان والصرع والتصلب اللويحي المتعدد والإيدز وسواها، مما يعني أن ثمة فائدة علاجية لهذه المكونات عند استخدامها في تركيبة دوائية مدروسة جيدًا وتحت إشراف طبي”، نبّهت الجمعية إلى أن “أضرار الحشيشة، في شكلها الطبيعي، معروفة جيدا لنسبة كبيرة على الأقل من الأشخاص الذين يستخدمونها، وتشمل الاضطرابات النفسية المرتبطة أو الناجمة عن الحشيشة، كالإدمان والقلق والاكتئاب والذهان”. ولاحظت الجمعية أن “مؤيدي تشريع زراعة الحشيشة يقللون من أهمية هذا الجانب، ويبرزون في المقابل المنافع الاقتصادية التي يعود بها تشريع زراعة القنب على المجتمع، وفوائده المتصلة بالصحة البدنية والعقلية”.
 
وتابع البيان: “بناءً على ذلك ، يهم الجمعية كثيراً أن توضح للمجتمع اللبناني بأن اقتراح االقانون الحالي يتعلق بزراعة الحشيشة للاستخدام الطبي والصناعي فقط ولا يتناول الاستخدام الترويحي للقنب”.

وأضافت: “علاوة على ذلك ، ومع عدم وجود أي ضمانات بأن اقتراح القانون الحالي سيفيد المزارعين ولن يزيد من انتشار الاضطرابات المرتبطة باستخدام القنب، فإن الجمعية تشجع على إجراء مزيد من التقييم لهذا التشريع من جميع الأطراف المعنيين”.
 
ودعت الجمعية إلى “نقاش علمي حول مقترحات تشريع زراعة القنب في لبنان أو تجريمها، في ضوء المعرفة العلمية الحالية حول هذا الموضوع”، ورأت أن “من الأفضل أن يقود مجلس النواب اي نقاش من هذا النوع، على أن يتم إشراك جميع المعنيين فيه، كنقابة الأطباء ووزارة الصحة العامة ووزارة الزراعة ووزارة الداخلية، وغيرها”. ورحبت الجمعية بأي “خطوات ملموسة” يتم اتخاذها لتنظيم هذا النقاش، مؤكدة استعدادها “لتقديم كل المساهمات اللازمة لصالح المرضى وصحة الوطن”.