وتشير المعلومات إلى أن الغالبية العظمى من المصابين بهذا الفيروس، الذي انتشر في 6 قارات، يمكنهم الشفاء تماماً منه، لكن هناك خطورة على المصابين الأكبر سناً والذين يعانون أصلاً من أمراض أخرى.
وبحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، يقول خبراء الصحة إن النسب المئوية للإصابات وأعمار الحالات الخطيرة وكذلك معدلات التعافي الكامل تمثل عاملاً مهماً لفهم الوضع بأبعاده الحقيقية ولتجنب الذعر العالمي غير الضروري مع الحرص على اتباع كافة النصائح التي تكفل الحماية من احتمالات الإصابة بالعدوى.
وفي هذا السياق، قال الدكتور جين دونغيان، خبير الفيروسات في جامعة هونغ كونغ: “يشعر الكثيرون بحالة ذعر في الوقت الحالي، ويبالغ البعض منهم في تصوراته للمخاطر المحتملة”، مشيراً إلى أن العاملين بالمؤسسات الصحية الحكومية حول العالم يتعين عليهم “التعامل مع هذه الموجة من المبالغات والذعر غير المبرر، لأنها أمور ضارة”.
الفرق بين الحالات الشديدة والحرجة
وقد كشفت دراسة موسعة، قام بإعدادها “المركز الصيني لمكافحة والوقاية من الأمراض”، أن أكثر من 80% من الإصابات تُصنف بأنها “حالات خفيفة”. وأوضحت نتائج الدراسة المدعمة برسوم بيانية دقيقة أن الحالات الخفيفة تعني عدم الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو أي إصابة بالرئتين، أو تنطوي على التهاب رئوي خفيف.
وقامت الدراسة الصينية بتصنيف 19% من الإصابات تحت فئتين هما حالات “شديدة” و”حرجة”. وتعاني حالات الإصابة “الشديدة” من أعراض ضيق التنفس وانخفاض نسب تشبع الأكسجين في الدم أو مشاكل أخرى في الرئة، فيما اشتملت أعراض الحالات “الحرجة”، التي تقدر نسبتها بـ4.7% فقط من المصابين، على فشل الجهاز التنفسي أو الصدمة الإنتانية أو ضعف أعضاء متعددة في الجسم بلآن واحد.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الوفيات بين الحالات المصابة بفيروس كورونا حول العالم بلغت 3.5%، فيما تقدر الحالات المصابة والتي تخضع للعلاج بـ40% ممن تم ثبوت إصابتهم بالفيروس، في حين وصلت النسبة المئوية لمن تلقوا العلاج وتم شفائهم بشكل تام إلى 56.6%.
مكمن الخطورة في الحالات الخفيفة
بالنسبة للحالات “الخفيفة”، يكمن الخطر بعدم القدرة أحياناً على تشخيصها بسبب غياب الأعراض الشديدة أو بسبب عدم محاولة المصابين بها الحصول على رعاية طبية. وقد حذّر الخبراء من أن بعض الأشخاص يمكن أن يصابوا بعدوى كورونا ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق، كما يمكن أن تظهر الأعراض ثم تختفي من تلقاء نفسها، كما هو الحال مع الإنفلونزا ونزلات البرد.
ولكن النسبة المئوية لحالات الإصابة “الخفيفة”، والتي تزيد عن 80% يمكن أن تجعل جهود احتواء الفيروس أكثر صعوبة، لأن كثرة عدد الحالات الخفيفة يمكن أن يؤدي لانتشار العدوى على نطاقات واسعة مما قد يلحق خسائر فادحة بين أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
وقد لا يعلم الأشخاص، الذين يعانون من أعراض خفيفة أو الذين لا يعانون من أعراض إطلاقاً، أنهم أصيبوا بعدوى كورونا، وقد يعتقدون أنها مجرد نزلة برد موسمية، وبالتالي فإنهم يواصلون حياتهم اليومية، بما فيها من استخدام لوسائل النقل العام والمصافحة وعناق الآخرين، مما يؤدي إلى نشر الفيروس.
وبهذه الطريقة، “يمكن لفيروس كورونا، الذي يشكل تهديداً صحياً منخفضاً على المستوى الفردي، أن يشكل خطراً كبيراً على مستوى المجتمع، مع احتمال التسبب في اضطرابات في أنظمة الصحة العامة العالمية وإلحاق خسائر اقتصادية عالمية فادحة”، حسب ما أكده علماء في دورية “نيو إنغلاند” الطبية.
نسبة الوفيات لدى مختلف المرضى
في سياق آخر، حذر الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مراراً وتكراراً من الخسائر التي يمكن أن يسببها الفيروس في البلدان ذات النظم الصحية المتدهورة أو الضعيفة. وطالب جبريسوس بضرورة الارتقاء بالخدمات الصحية وزيادة التوعية بين المواطنين لمنع تحول انتشار هذا الوباء بشكل أوسع.
وتشير النسب المئوية التي خلصت إليها دراسة “المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها” إلى أن خطورة الإصابة بفيروس كورونا هي الأعلى لمن يزيد
عمره عن 80 عاماً (حيث يشكل المصابون من هذه الفئة العمرية 14.8% من إجمالي المصابين)، يليهم من هم بين الـ70 والـ79 من العمر (8% من إجمالي المصابين)، ثم من هم بين الـ60 والـ69 عاماً (3.6%)، يليهم الفئة العمرية من 50 إلة 59 عاماً) (1.3%).
أما بالنسبة لخطر الوفاة من فيروس كورونا فيبلغ لدى المصابين “الأصحاء” (الذين لم يكونوا يعانون من أي أمراض أخرى قبل العدةى) 0.4%، بينما ترتفع هذه النسبة لدى مرضى القلب والأوعية الدموية إلى 10.5%، ولدى مرضى السكري إلى 7.3%، فمرضى الجهاز التنفسي (6.3%) يليهم مرض ضغط الدم (6%).