عثر المختصون على نوعين جديدين من فيروس كورونا، قريبين جداً من تركيبة الفيروس الحالي المنتشر في العالم والذي أصاب أكثر من 460000 شخص وأدى إلى ما يناهز 21000 حالة وفاة.
وبحسب دراسة نشرها أمس موقع “نايتشر” المتخصص بالأبحاث العلمية، فإن العثور على نوعين جديدين من فيروس كورونا حصل داخل شحنة من حيوانات “أم قرفة” المعروف باسم آكل النمل البنغولي أو “بانغولين”، كان يتم تهريبها إلى داخل الصين.
وعلى الرغم من أن الدراسة تلفت إلى أن الباحثين ما زالوا بعيدين جداً من التأكيد على أن حيوان الـ”بانغولين” هو المصدر الأساسي للجائحة الحالية، إلا أن النسبة العالية من التشابه بين فيروس SARS-CoV-2 والفيروسين المكتشفين حديثاً يؤكد من دون شك أن أسواق التجارة بحيوان “بانغولين” هي اليوم قنابل موقوتة يجب التحرك سريعاً من أجل تعطيلها.
وعقب انتشار كورونا الحالي، تم تحديد الأسواق الرطبة في مقاطعة هوبي الصينية على أنها نقطة انتشار الفيروس، ومنذ ذاك الوقت استمرت المحاولات في التعرف على الطريقة التي وصل فيها الفيروس إلى الأماكن المكتظة بالناس بعيداً عن الغابات والأدغال.
وأظهرت المقاطع المصورة المنتشرة عبر الانترنت أن تلك الأسواق الرطبة تحتوي على العديد من الحيوانات الحية التي تباع بغية أكلها أو استعمالها مواد تجميلية أو معززات جنسية، وأغلب تلك الحيوانات يتم اصطيادها من الغابات المطيرة الآسيوية، وبالطبع لم يكن حيوان الـ”بانغولين” غريباً عن تلك الأسواق.
وتؤكد نشرة موقع “ساينس أليرت” أن الـ”بانغولين” بالإضافة إلى عدد من الثدييات المهددة بالانقراض، تباع في تلك الأسواق على أنها طعام شهي للرفاهية و/أو منشط صحي، وبالتالي تنتشر الأسواق الرطبة الرسمية وغير الرسمية في أنحاء البلاد كافة.
ومن بين تلك الأسواق، تمت دراسة حيوانات الـ”بانغولين” التي تم حيازتها من قبل سلطات الجمارك بين 2017 حتى بداية 2019، حيث تم العثور بينها على جينات فيروسات مختلفة من عائلة كورونا.
وتؤكد الدراسة المنشورة في “نايشتر” على أن اثنين من فيروسات كورونا المكتشفة حديثاً تشبه بنسبة تصل إلى 92.4% فيروس SARS-CoV-2 القاتل المنتشر حالياً حول العالم.
وعليه، يرى الخبراء أن تلك الاكتشافات عليها أن تكون بمثابة جرس الإنذار للتحرك لتطبيق القانون ومنع الاتجار الشرعي وغير الشرعي بالحيوانات التي يشتبه بأنها عامل مساعد في انتقال الأمراض والأوبئة.