تمكنت دراسة جديدة من تسليط الضوء على السبب الغامض لمرض الرئة القاتل، وربما يفتح الآفاق أمام علاجات جديدة.
ويعرف التليف الرئوي مجهول السبب (IPF) بأنه مرض في الرئة يحدث عندما تتليف أنسجة الرئة وتندب.
ويشمل ذلك نمو النسيج الندبي بشكل غير طبيعي في الرئتين، ما يقلل بشكل تدريجي من القدرة على التنفس.
وحتى الآن، لم يكن السبب معروفا، ومع ذلك، وجدت دراسة بحثية جديدة واسعة النطاق، بقيادة جامعة إكستر، والتي نشرت في The Lancet Respiratory Medicine، أن التيلوميرات القصيرة، وهي مكون وقائي موجود في نهايات الحمض النووي، مرتبطة بأعلى خطر الإصابة بالتليف الرئوي مجهول السبب.
وعلاوة على ذلك، باستخدام نهج التحليل الجيني المعقد المسمى Mendelian randomisation، وجد الباحثون دليلا على أنه من المحتمل أن التيلوميرات القصيرة تسبب التليف الرئوي مجهول السبب، بدلا من أن المرض نفسه هو ما يسبب تقصير التيلومير.
وتعاون فريق البحث الذي يتخذ من إكستر مقرا له مع صندوق Royal Devon & Exeter Foundation Trust التابع لهيئة الخدمات الصحية البريطانية، وجامعتي باث وليستر، بالإضافة إلى المرضى المتأثرين بالتليف الرئوي مجهول السبب.
وفحص الفريق بيانات 1300 مشارك يعانون من التليف الرئوي مجهول السبب، في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، وقارنوها مع مجموعات مماثلة لضمان تكرار نتائجهم.
وقال كبير الباحثين، الدكتور كريس سكوتون، من كلية الطب بجامعة إكستر: “لطالما كان من الصعب تحديد سبب التليف الرئوي مجهول السبب، وثبت أن تطوير علاجات فعالة يمثل تحديا كبيرا. ويقدم بحثنا أقوى دليل حتى الآن بأن وجود تيلوميرات قصيرة قد تساهم في هذا المرض الرهيب. وهذا يعني أنه يمكننا البحث عن طرق جديدة لمنع أو علاج التلف الرئوي، وهو سبب آخر لاعتماد أسلوب حياة أكثر صحة، لأن تقليل التوتر وزيادة التمارين الرياضية قد يساعدان في الحفاظ على التيلوميرات لفترة أطول”.
وفي الأشخاص الأصحاء، تقصر التيلوميرات بشكل طبيعي مع تقدمنا في العمر. ولكن إذا تم تسريع هذا التقصير، يُعتقد أنه أحد العوامل المساهمة في المشكلات الصحية التي قد نواجهها مع تقدمنا في السن، حيث أن وجود حماية أقل في نهايات حمضنا النووي يمكن أن يضعف قدرة أجسامنا على الشفاء أو محاربة العدوى.