ولعل من أبرز أنواع الحميات التي يلجأ إليها كثيرون بمجرد الوصول للهدف المنشود على صعيد الوزن هو حمية “الصيام العكسي”، لا سيما أن فكرتها تنطوي على إحداث زيادة مخطط لها بمقدار السعرات الحرارية من أسبوع إلى أسبوع.
والفكرة من وراء هذه الحمية هي منع اكتساب الدهون بشكل سريع وتعزيز قدرة الجسم على التمثيل الغذائي، ومن ثم يكون بمقدور الجسم تناول المزيد من الأطعمة مع الحفاظ في الوقت ذاته على وزن الجسم الجديد، وعادة ما تستمر حمية الصوم العكسي فترة تتراوح ما بين 4 إلى 8 أسابيع اعتمادا على طريقة زيادة السعرات تدريجيا.
أما الأسباب التي تبرز عدم وجدوى تلك الحمية فهي:
منع زيادة الدهون بعد اتباع الحمية
إذ يجب معرفة أن واحدة من أكبر الخرافات التي يروج لها متبعو حمية الصوم العكسي هي أن المحافظة على السعرات يصيب بالسمنة، لكن هذا أمر مستحيل حدوثه؛ إذ إن المحافظة على مستوى السعرات هي كمية الطاقة التي يحتاجها الجسم لمجرد الحفاظ عليها، فالجسم يحتاج لطاقة أكثر مما يستهلكها لتخزين الدهون (فائض السعرات)، وهو ما يثير ربكة كثيرين؛ إذ من الضروري تذكر أن زيادة الوزن ليست نفسها زيادة الدهون، ومن ثم من المهم إعادة حساب المعدل الجديد للمحافظة على السعرات الحرارية بناء على عاملين أساسيين هما: وزن الجسم الحالي ومستويات الأنشطة البدنية.
زيادة قدرة الجسم على التمثيل الغذائي
هناك أقاويل وشائعات يروج لها حول فكرة أن الصوم العكسي يساعد في تعزيز قدرة الجسم المرتبطة بالتمثيل الغذائي، ورغم أن الفكرة صحيحة إلى حد ما، لكن تأثيرات المسألة غالبا ما تكون قصيرة للغاية.
وقد أظهرت إحدى الدراسات أنه بعد مرور أسبوعين على الإفراط في التغذية، سرعان ما استقرت سرعة التمثيل الأساسي وتوقفت عن الزيادة بشكل واضح.
منع النهم والإفراط في تناول الطعام
يقول الخبراء إن اللجوء لحمية الصوم العكسي قد يخفي مشكلة أكبر تتمثل في الصراع الذي يبدأ الإنسان في مواجهته للحفاظ على وزنه بعد انتهاء الحمية، ومن ثم فإنه من الأفضل الالتزام بنظام خاص بتعزيز مستويات اللياقة البدنية وعدم الاتكال على أي من أنواع الحميات.