دخلت بريطانيا، الأربعاء، إغلاقاً عاماً وشاملاً بهدف الحدّ من تفشي “كورونا” المتحوّر الأسرع انتقالاً والحؤول دون انهيار النظام الصحّي في البلاد. ووفقاً للتقارير، فإنّ الإغلاق الثالث سيشمل إقفال المدارس التي تحوّلت اعتباراً من صباح الثلاثاء الماضي إلى نظام التعليم عن بُعد.
ووسط ذلك، فإن هناك تساؤلات تطرح عن كيفية انتقال الفيروس بين الأطفال في المدارس، وعمّا إذا كان اقفال هذه الصروح التعليمية سيُحدث فرقاً.
ويشيرُ تقرير جديد لهيئة الإذاعة البريطانية “BBC” إلى أنّ خطر إصابة الأطفال بالمرض من الفيروس ضئيل وهذا لم يتغير منذ بداية الوباء حتى مع وجود نوع جديد أكثر عدوى من فيروس كورونا الذي ينتشر في المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من الارتفاع الواضح في أعداد الأطفال المصابين في الموجة الثانية، يؤكد خبراء في صحة الأطفال أنهم لا يرون أي ارتفاع في اصابات الأمراض المرتبطة بـ “كورونا” بين الأطفال في المستشفيات.
وفي هذا الإطار، يقول البروفيسور راسل فينر، رئيس الكلية الملكية لطب الأطفال: “مع ارتفاع الإصابات في المجتمع، ستكون هناك زيادة طفيفة في عدد الأطفال الذين نراهم مصابين بكورونا، لكن الغالبية العظمى من الأطفال والشباب ليس لديهم أعراض أو يعانون من مرض خفيف جداً فقط”.
من جهته، قال الدكتور مايك تيلديسلي، خبير نماذج الأمراض المعدية: “إننا لا نحصل على زيادة كبيرة في الحالات في المدارس الابتدائية على الرغم من السلالة الجديدة لكورونا”.
ومن المرجح أن يكون الأطفال المصابين بـ”كورونا” ولكن من دون أعراض أكثر من البالغين، ويُعتقد أن واحداً من كل 3 أشخاص لا تظهر عليه أعراض عند إصابته بالفيروس.
وبحسب “BBC”، فإنه بين تلاميذ المدارس الابتدائية، حتى سن 11 عاماً، تُظهر الأدلة أن انتشار فيروس كورونا محدود للغاية. ومع هذا، فإنه لا يبدو أن الأطفال في هذا العمر هم النواقل الرئيسية للفيروس إلى أصدقائهم أو عائلاتهم في المنزل.
غير أن المراهقين في سن المدرسة الثانوية يختلفون عن الأطفال في المدارس الابتدائية، لكن يبدو أنهم أكثر قدرة على نقل الفيروس.
ولا شك في أن تلاميذ المدارس والشباب قد شهدوا ارتفاعاً أسرع في الإصابات مقارنة بالفئات العمرية الأخرى في الموجة الثانية، وقد يرجع ذلك إلى فرصهم في الاختلاط.
وأثناء إغلاق إنكلترا في نوفمبر/تشرين الثاني، على سبيل المثال، ظلت المدارس مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي بينما تم إغلاق العديد من مناطق المجتمع الأخرى في أي مكان بالقرب من المستويات العادية للاختلاط.
منذ الإغلاق الوطني الأول في الربيع، كان إبقاء المدارس مفتوحة أولوية لوزراء الحكومة بسبب أهمية التعليم.
وقالت المجموعة الاستشارية Sage دائماً إن إغلاق المدارس من المحتمل أن يكون له تأثير على “R” أو رقم تكاثر الفيروس، مما يؤدي إلى انخفاض طفيف.
لكن السؤال الأطول أجلاً هو: إلى متى يمكن إغلاق المدارس بشكل معقول وماذا سيحدث عند فتحها مرة أخرى.
وفي السياق، يقول الدكتور شامز لاداني، كبير المحققين في مسح مدارس “ONS” والمستشار في “Public Health England”، إن تقليل العدوى في المجتمع الأوسع هو أفضل طريقة للحفاظ على المدارس مفتوحة وآمنة، مشيراً إلى أن إغلاقها سيكون له تأثير مؤقت فقط على الحالات .
غير أنّ “Sage” تقول أيضاً إن صانعي السياسات بحاجة إلى تقييم فوائد وأضرار إغلاق المدارس، بما في ذلك تقليل المخاطر الصحية المباشرة للموظفين والتأثير السلبي على الصحة النفسية للأطفال والتعليم والتنمية والرفاهية.