يسكن بيوتنا والمطاعم والمدارس.. كورونا ينتشر بالهواء وتحذير من حالات تفش واسعة

26 يناير 2021
يسكن بيوتنا والمطاعم والمدارس.. كورونا ينتشر بالهواء وتحذير من حالات تفش واسعة

يرتفع خطر تفشي فيروس كورونا المستجد في الأماكن المغلقة. وعلى الرغم من أنّ كورونا لا يعدي بحدة مثل الحصبة، يحذّر العلماء من دور “الهباء الجوي” أو الرذاذ. وفي التفاصيل أنّ هذه الجزيئات المعدية الصغيرة التي يزفرها المصاب بالفيروس تبقى معلقة في الهواء في الأماكن المغلقة. صحيفة “البايس” الإسبانية نشرت تقريراً في هذا الصدد، حيث تساءلت عن كيفية انتقال العدوى وكيفية إيقافها، مستعرضة عدة سيناريوهات. 

السيناريو الأول: غرف الجلوس.. التنفس والتحدث والصراخ 

في خطوة تؤكد خطوة انتقال الفيروس عبر الرذاذ، أوصت الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا قبل يوميْن بتفادي التحدث عبر الهاتف أو التكلم في وسائل النقل المشترك، حتى مع وضع الكمامة، للحد من انتشار كورونا.

ومن شأن تحدّث المرء بصوت مرتفع أن يطلق جزيئات محمّلة بالفيروس بمقدار 50 مرة بالمقارنة مع عند التزامه الصمت. كذلك، يزيد خطر تفشي الفيروس بين الأشخاص المتواجدين في غرفة واحدة، غرفة الجلوس مثلاً، إذا ما كانت من دون تهوئة. علماً أنّ 31% من حالات تفشي الفيروس المسجلة في إسبانيا حصلت بسبب تجمعات في المنازل، لا سيما بين العائلات والأصدقاء.  
M96Yvq

فإذا اجتمع 6 أشخاص بينهم مصاب في غرفة مغلقة من دون تهوئة، وأمضوا 4 ساعات معاً تحدثوا خلالها بصوت مرتفع ومن دون كمامات، عندها سيُصاب 5 أشخاص بالفيروس. أما في حال وضع الكمامات، عفندها سيُصاب 4 بالفيروس: فلا تحمي الكمامة من العدوى إذا طالت مدة التعرض للفيروس. وعليه، ينخفض خطر الإصابة بالفيروس ليصاب شخص واحد إذا ما وضع المجتمعون الكمامات، وقصروا مدة لقاءهم لتصبح ساعتين وعملوا على تهوئة الغرفة.  

السيناريو الثاني: المطعم  

يحذر الخبراء من تفشي كورونا في المناسبات والمطاعم والمقاهي، بل يشددون على أنّ العدوى في هذه الظروف تتسم بحدّة أكبر، أي أنّها تصيب عدداً أكبر من الأشخاص بالمقارنة مع سواها. وفي هذا الصدد، لفتت الصحيفة إلى أنّ تفشي كورونا في مطعم مكتظ مثلاً يؤدي إلى إصابة 27 شخصاً كمعدل، بالمقارنة مع 6 أشخاص فقط خلال التجمعات العائلية. فإذا كنت مثلاً في مطعم أبقى نوافذه مغلقة من دون الاعتماد على نظام تهوئة آلي، وكان معك 14 شخصاً إلى جانب 3 أعضاء من طاقم العمل في الصالة، عندها يرتفع خطر الإصابة بالفيروس.

GEOpAi
وفي أسوأ الأحوال، سيصاب 14 شخصاً بالعدوى بعد 4 ساعات، إذا ما لم تُتخذ أي إجراءات. أمّا إذا استخدم من في المطعم الكمامات، عندها ينخفض الخطر ليصاب 8 أشخاص بالفيروس. وفي حال تهوئة المطعم، عندها ينخفض الخطر ليصاب شخص واحد بالفيروس، شرط أن يكون الوقت الذي يمضيه في المطعم أقصر، بحسب تقرير الصحيفة.  

السيناريو الثالث: الصفوف المدرسية  

على الرغم من تدني حالات تفشي فيروس المسجلة في المدارس (بلغت 6% فقط من حالات تفشي الفيروس المسجلة في إسبانيا)، يحذر الخبراء من أنّ ديناميكيات نقل العدوى عبر الرذاذ في الصف تختلف، وهي تعتمد بشكل أساسي على دور المصاب، أي إذا كان مدرساً أو تلميذاً. وهنا، تشرح الصحيفة الإسبانية، بالقول إنّ الأساتذة يتحدثون أكثر من التلاميذ ويرفعون أصواتهم، الأمر الذي يضاعف عمليات طرد الجزيئات التي يُحتمل أن تكون معدية. في المقابل، لن يتحدث التلميذ المصاب بشكل متواصل بل بين حين وآخر. إشارة إلى أنّ الحكومة الإسبانية أوصت بتهوئة الصفوف بغض النظر عن الأحوال الجوية.  

وبحسب ما أوضحت الصحيفة فإنّ تواجد أستاذ مصاب في صف لا يعتمد على نظام تهوئة يُعدّ السيناريو الأخطر. وفي حال أمضى التلاميذ ساعتيْن في الصف مع أستاذ مصاب، ومن دون اتخاذ أي تدابير وقائية، عندها قد يُصاب 12 تلميذاً بالفيروس من أصل 24.

FVqAWo
أمّا إذا كان الجميع يضع كمامة، فقد ينخفض عدد المصابين إلى 5. إشارة إلى أنّ مكان جلوس التلميذ لا يلعب دوراً في إصابته، نظراً إلى أنّ الرذاذ المتطاير من فم الأستاذ ينتشر عشوائياً عندما تكون الغرف من دون تهوئة.  

يُذكر أنّ المنهجية المعتمدة لاحتساب درجة تفشي العدوى تمت بالاعتماد على أداة طوّرها  كيميائي الغلاف الجوي في جامعة كولورادو وخبير في كيمياء وديناميكيات جزيئات الهواء، خوسيه لويس خيمينيز. لقراءة المقال كاملاً ومشاهدة الصور التفاعلية إضغط هنا.