وذكر موقع “لايف ساينس” أن المرأة البالغة من العمر 38 عاما، ذهبت إلى غرفة الطوارئ بعد أن عانت من ضيق في التنفس وألم حاد في صدرها، وفقا للتقرير الذي نُشر في 22 كانون الثانير في مجلة “The Journal of Emergency Medicine”. وقالت إن “أعراضها بدأت فجأة في ذلك اليوم ويبدو أنها تزداد سوءا”.
وقبل خمسة أسابيع، ظهرت على المرأة أعراض “كوفيد-19″، بما في ذلك الحمى وآلام العضلات، وثبت أنها إيجابية لفيروس كورونا الجديد.
وفي ذلك الوقت، كانت قادرة على علاج أعراضها في المنزل باستخدام عقار الأسيتامينوفين وجهاز الاستنشاق. وقد مرت بفترة تعاف أولية من مرضها، لكن بعد ذلك بدأت أعراضها الجديدة.
وأظهرت الأشعة السينية في غرفة الطوارئ أنها مصابة “باسترواح الصدر الثنائي”، ما يعني أن رئتيها انهارتا. ويحدث انهيار الرئة (استرواح الصدر) عندما يتسرب الهواء من الرئة إلى الفراغ بين الرئة وجدار الصدر، ما يضغط على الرئة ويمنعها من التوسع بشكل صحيح، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة.
ويمكن أن تحدث الحالة بسبب صدمة في الصدر أو بسبب بعض حالات الرئة الأساسية، بما في ذلك مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD). والمرضى الذين يوضعون على جهاز التنفس الصناعي معرضون أيضا لخطر انهيار الرئة لأن الجهاز قد “يفرط في تضخيم” الرئة، وفقا لجامعة ويسكونسن ماديسون.
لكن حالة المرأة كانت غير عادية لأنه لم يكن لديها عوامل خطر لهذه الحالة، ولم يتم إدخالها إلى المستشفى أو وضع جهاز التنفس الصناعي قبل انهيار رئتها، على حد قول الأطباء.
ووقع الإبلاغ عن حالات انهيار الرئة لدى مرضى “كوفيد-19” من قبل، ولكن في الغالب في المرضى في المستشفى.
ووجدت دراسة أجريت على نحو 6500 مريض مصاب بـ”كوفيد-19″ في المستشفى في المملكة المتحدة، نُشرت في أيلول 2020 في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي، أن حوالي 1% من هؤلاء الأفراد عانوا من استرواح الصدر. ومن بين 60 مريضا تم وصفهم في الدراسة على أنهم يعانون من انهيار الرئة، تلقى معظمهم نوعا من دعم التهوية، لكن الثلث لم يتلقوا ذلك. وعانى أربعة مرضى فقط من استرواح الصدر في كلا الرئتين.
وخلص مؤلفو التقرير الجديد، من مستشفى إليزابيث تويستيدن في هولندا، إلى أن أطباء الطوارئ يجب أن يكونوا على دراية باسترواح الصدر باعتباره “مضاعفات متأخرة مرتبطة بـ”كوفيد-19”.
وما يزال سبب انهيار رئة المرأة غير واضح (عندما لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب انهيار الرئة، يُعرف هذا باسم انهيار الرئة “العفوي”). ولا يستطيع المؤلفون الجزم بأن “كوفيد-19” تسبب في انهيار رئة المرأة، وقد يكون التوقيت مجرد مصادفة. ولكن بالنظر إلى أن المرأة لم يكن لديها عوامل خطر أخرى لانهيار الرئة، فقد يكون “كوفيد-19” لعب دورا في ذلك. على سبيل المثال، ربما تسببت العدوى في تغيرات مجهرية في الأنسجة والأوعية الدموية في الرئتين أدت في النهاية إلى استرواح الصدر.
وعادة ما يعالج الأطباء استرواح الصدر عن طريق إدخال أداة تشبه الإبرة في الضلوع لإزالة الهواء الزائد من حول رئتي المريض، وفقا لمؤسسة “مايو كلينك”. وفي حالة المرأة، استخدم الأطباء هذه الأداة لإزالة الهواء المحيط برئتها اليمنى. ولم يتم علاج رئتها اليسرى لأن جزءا صغيرا منها فقط انهار واعتقد أطباؤها أنه من المحتمل أن يشفى من تلقاء نفسه.
وفي الواقع، بعد أربعة أسابيع، اتسعت كلتا رئتيها إلى حجمهما الطبيعي، ولم يكن لديها أي مضاعفات أخرى في الرئة، حسبما ذكر التقرير.
