رغم ان ‘الخبيث’ تراجع عن عرشه مرحلياً.. دراسة تكشف تقدماً كبيرا لمحاربة السرطان

9 فبراير 2021
رغم ان ‘الخبيث’ تراجع عن عرشه مرحلياً.. دراسة تكشف تقدماً كبيرا لمحاربة السرطان

كتب رئيس مركز “سالم للسرطان” في هيوستن البروفيسور فيليب سالم:  صحيح أن السرطان قد تنازل عن عرشه مرحلياً، إلا أنه لا يزال عدواً شرساً. ولم يكن هذه السنة أقل هيبة أو أكثر رحمة على البشر. فبينما يعتبر ‏وباء (كوفيد – 19) مرضاً عابراً يبقى السرطان مرضاً ثابتاً. في سنة أو سنتين سيرحل (كوفيد – 19) عن هذه الأرض، ولكن السرطان لن يرحل عنها في المدى المنظور. وبينما يقتل فيروس “كورونا” أقل من 3 في المائة من المصابين، يقتل السرطان نسبة أكبر بكثير. كل ذلك لم يمنع (كوفيد – 19) من خطف الأضواء من السرطان، وفرز نتائج سلبية على معالجة الأمراض السرطانية؛ فتراجع التشخيص المبكر وانحدرت جودة العلاج وجفت الأموال التي كانت تدعم الأبحاث العلمية.

ورغم كل ذلك حصل تقدم كبير على جبهتين: جبهة نسبة الوفاة، وجبهة العلاج الجديد. في الجبهة الأولى ها قد أصدرت الجمعية الأميركية للسرطان دراسة حديثة تشير إلى أن نسبة الوفاة من السرطان قد تراجعت 31 في المائة منذ سنة 1991، فسرطان عنق الرحم عند النساء تم القضاء عليه بنسبة تتعدى الـ 70 في المائة بسبب لقاح Human Papilloma Virus HPV الذي يمنع ‏الإصابة بالتهاب فيروس Herpes وبالتالي يمنع حدوث سرطان عنق الرحم.

 

وحسب الدراسة أيضاً تراجعت نسبة الوفيات من سرطانات الثدي والقولون والبروستات. ولكن أهم ما في الدراسة هو التراجع الكبير في نسبة الوفيات من سرطان الرئة. وذلك يعود إلى سببين: انخفاض عدد المدخنين والتقدم العلمي الكبير في معالجة هذا المرض‏. حصل هذا التقدم نتيجة تطور العلاج المناعي والعلاج المستهدف. فالعلاج المناعي يقوي مناعة الجسم والعلاج المستهدف يستهدف الخلية السرطانية من دون أن يستهدف الخلية الصحيحة. وفي الجبهة الثانية، أثبتت الدراسات العلمية الحديثة والتي ساهمنا نحن فيها والمنشورة في المجلات العلمية أن المزيج الثلاثي المؤلف من العلاج المناعي، والعلاج الكيميائي التقليدي، والعلاج ‏المستهدف يشكل واحدة من أهم الاستراتيجيات الحديثة لمعالجة الأمراض السرطانية.

 

هذا المنحى الجديد في معالجة السرطان وصنع لقاح لوباء (كوفيد – 19) هما من أهم الإنجازات الطبية في السنة الفائتة.

وعندما تنتصر المعرفة ينتصر الإنسان. إن الله لا يترك الإنسان وحيداً. لقد وهبه العقل، وجعل من العقل “إماماً”.