‘لا أعلم إذا أُصبت بكورونا دون عوارض فهل أتلقى اللقاح أم لا؟’.. اخصائي يجيب

24 فبراير 2021
‘لا أعلم إذا أُصبت بكورونا دون عوارض فهل أتلقى اللقاح أم لا؟’.. اخصائي يجيب

“كما نخاف من فيروس كورونا، نخاف ايضاً من اللقاح”، هواجس وشكوك كثيرة تؤرق بال المواطنين، مع دخول لبنان عملانياً في المرحلة الاولى من التطعيم، على الرغم من التطمينات العالمية، التي تستند على قاعدة اساس تفيد بوجوب التوصل الى مناعة مجتمعية بنسبة 80 بالمئة للتخلص من رعب كورونا.   


ومن بين هذه الهواجس، اسئلة عن تشكل المناعة في الجسم في حال التعرض للفيروس، فهل نأخذ اللقاح في حال تكونت هذه المناعة أم يجب تأخير اللقاح؟. كيف نعلم ما نسبة المناعة من الفيروس في اجسامنا، وما هي الاختبارات المطلوبة؟. والأهم أي خطورة على الجسم في حال تلقينا اللقاح وكنا قد أُصبنا سابقاً بكورونا ولكن من دون عوارض؟.   

يجيب عن هذه الاسئلة في مقابلة خاصة مع “لبنان 24” الاخصائي في امراض الرئة الدكتور باسم جمعة. ويشير بداية الى أنّ الجهاز المناعي جهاز غاية في التعقيد، والخلايا التي يتضمنها هي خط الدفاع الرئيسي في اجسامنا، وكل منها يعمل بدقة وله وظيفة. ويشرح: “عندما يدخل الفيروس الى أجسامنا، تتحرك أنواع من الخلايا تُسمى الخلايا البالعة او الآكلة، أي أنها تأكل الفيروس وتطلق مواد كيميائية. كما تتحرك انواع اخرى من خلايا الدم البيضاء وهذا النوع من الخلايا قاتل، اي هي التي تقتل الفيروس. وكذلك هناك خلايا من نوع آخر متخصصة تأخذ الفيروس وتقوم بإستدعاء خلايا مضادة بوجه الفيروس، وهنا الذاكرة الخاصة بالمناعة تتعرف على الفيروس عنما يدخل وتخرج له المضادات الخاصة به لمواجهته”.  

عمل الخلايا المناعية 
بإختصار وبشرح مبسط هذا عمل الخلايا المناعية، وفي الشق المتعلق بكورونا، كيف يعلم الشخص أنّه كوّن مناعة في جسمه وعلى اساسه هل يأخذ اللقاح ام ينتظر؟. يقول الدكتور جمعة: “بداية اقول أنّ الاجسام المضادة هي بروتينيات يكونها الجسم المناعي رداً على اي جسم غريب، ولدينا 5 اجسام مضادة. الأهم بينها هو الـ IgMالذي يقاتل مباشرة عندما يدخل الفيروس، ولكنه غير منتشر في جسم الانسان وحجمه ضخم. ولدينا ايضاَ الـIgG وهو مضاد مناعي ينتشر بجسم الانسان بشكل كبير ونسبته حوالي 80 بالمئة، وعمله يبطل السمموم ويطردها ويحمل الفيروس لتأكله الخلايا البيضاء، او يقتله. وهناك نوع IgE الخاص بالحساسية”.   

ويتابع: “بالمبدأ يجب ان نقوم بإجراء فحوصات للتأكد من نسبة وجو الخلايا المناعة، ولكن للاسف ما يحصل اليوم في بعض المختبرات يأخذ الجانب التجاري البحت، ولتسريع العمل ظهر ما يُعرف بالـrapid test، ولكن نتائجه غير دقيقة وغير فعالة حتى الآن. وقد يؤدي الى نتائج مغايرة بين مختبر واخر”. يتطرق دكتور جمعة لهذا الموضوع بناءً على تجربة شخصية، حيث أجرى إختبارات المناعة وقد حصل على نتائج مغايرة، ولكن المهم اليوم هو الاجابة على السؤال التالي، ماذا يفعل المواطن، هل يأخذ اللقاح نعم أم لا؟.  

يقول جمعة: “إذهبوا وخذوا اللقاح فوراً، حين حصولكم على الموافقة من وزارة الصحة حسب ترتيب اعماركم. ليس المهم اجراء فحص المناعة، فلو اعتبرنا انكم اصبتم بكورونا فحتماً لقد تشكلت المناعة في اجسامكم، وان لم تُصابوا او اصبتم بكورونا بدون اعراض، فيمكنكم طبعا تلقي اللقاح، ولا ضرر في ذلك”.  

ويشير جمعة الى أنّ “هناك أكثر من رأي في هذا الموضوع، فثمة من يقول ان الشخص الذي أُصيب بكورونا يكون مناعة مدى الحياة وانا أوافق على هذا الرأي، ورأي اخر يقول انه تتكون مناعة لفترة من الزمن، وفي جميع الاحوال، نقول لمن أُصيب بكورونا، انتظر قليلاً ومن ثم بادر الى تلقي اللقاح، ومن لم يُصاب لا تتردوا ابدأ في تلقيه”.   

ويرجح الاخصائي انّ يكون هناك توجه نحو إعطاء الاشخاص الذين اُصيبوا بكورونا جرعة واحدة من اللقاح وليس الجرعتين. في حال كان هناك اي عوارض جانبية او لم يكن هناك اي عوارض. ويختم “أؤكد أنه لو حصل اي عوارض فغالباً لا تتعدى موضوع الحساسية أو ألم موضع الابرة ليس اكثر”.