هل يمكنكم تلقّي أكثر من لقاح؟ وهل الصيني “الأسوأ”؟

1 أبريل 2021
نسرين مرعب

بات لبنان يعجّ بكلّ أنواع اللقاحات التي تحمي من فيروس كورونا.

فايزر وأسترازنيكا حصلت عليهما وزارة الصحة عبر منصة “كوفاكس” العالمية، واللقاح الروسي “سبوتينك V” استوردته “شركة فارمالاين”، المرخّص لها من وزارة الصحة، كي تبيعه للشركات الخاصة والجمعيات والبلديات، واللقاح الصيني “سينوفارم” الذي أعلن السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان أنّ بلاده ستمنح لبنان 50 ألف جرعة منه.

لكن ما هو اللقاح الأفضل؟ وهل يمكن تلقّي أكثر من لقاح؟

طبيب الأمراض الجرثوميّة الدكتور محمد حجيج يؤكّد أن “لا شيء يمنع نظريّاً من تلّقي أكثر من لقاح، مع مراعاة مهلة الـ3 أسابيع بينها على أقلّ تقدير”.

وقال حجيج في حديث إلى “أساس” إنّه يفضّل “تلقّي جرعة ثالثة من اللقاح نفسه في حال عدم اكتساب المناعة بعد أوّل جرعتين.

هذا رأيي. حتى اللحظة لم يُجرّب تعدّد اللقاحات ولا توجد دراسات عن هذا الموضوع، لكنّ الطب والمنطق العلمي لا يمنعان هذا التعدّد”.

وقد دفعنا الحديث عن تلقّي أكثر من لقاح إلى توضيح النواحي المشتركة بينها، ففايزر وموديرنا يعتمدان التقنية نفسها، وهي الـRNA، فيما يقوم كل من لقاحيْ “سبوتنيك V” وأسترازينيكا على إدخال فيروس شبيه بكورونا مع جزيء من فيروس كورونا إلى الجسم، أمّا الصيني فهو مختلف كليّاً لأنّه يتكوّن من فيروس ميت.

فهل يفضّل الأطباء في لبنان تلقّي لقاح ثانٍ من الفئة نفسها أم أنّ ذلك ليس ضرورياً؟

“المناعة هي الأساس وهي التي تتفاعل مع اللقاح”، بهذه العبارة يجيب حجيج مؤكداً أنّ “اختلاف التقنية لا يعني عدم تقوية المناعة.

فكل اللقاحات تؤدي إلى تكوين الـantibodies، أي الأجسام المضادة، التي ليست متطابقة تماماً، لكنّ الفروقات بينها ضئيلة جداً. لذا ستنشّط مناعة الجسم وتتفاعل حتّى لو اختلف اللقاح وتقنيّته”.

أمّا الرئيس السابق للجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية الدكتور زاهي الحلو فله رأي مختلف، فهو يرفض تعدد اللقاحات مبدئياً انطلاقاً من “عدم وجود دراسة تقول بإمكان الخلط بين اللقاحات”، مشدداً على “ضرورة احترام المهلة بين الجرعتين الأولى والثانية”.

وفي حال إصرار أحدهم على تلقّي لقاح مختلف، ينصح الحلو بتلقّي جرعة ثالثة من لقاح ذي تقنية مماثلة لتقنية اللقاح السابق، أي من فايزر إلى موديرنا، أو من سبوتنيك V إلى أسترازينيكا، والعكس صحيح.

في المقابل يتفق الطبيبان حجيج والحلو على أنّ “اللقاح الصيني يمثّل حالة خاصة، ويفضّل لمن لم يكتسب المناعة بعد تلقّي جرعتين منه أن يتلقّى جرعة من لقاح مختلف”، ويرى حجيج أنّ “اللقاح الصيني لم يثبت فعالية كبيرة في إنتاج الأجسام المضادة ولم يرفع مناعة الدم لدى المصابين ولكنّه يحمي من الوفاة. وعلى المتلقّح الذي لم تتكوّن لديه أجسام مضادة أن يتلقّى جرعتين من لقاح ثانٍ”.

أما الدكتور حلو فيصف اللقاح الصيني بـ”الأسوأ لأنّه الأقلّ فعالية بين اللقاحات بنسبة لا تتجاوز 65%”، مضيفاً: “إذا لم يستفِد المتلقّح من جرعتيْ اللقاح الصيني وكان في إمكانه الحصول على لقاح مختلف، فليحصل عليه.

ولكن هذا لا يمنع الأشخاص، الذين تسنح لهم فرصة الحصول على اللقاح الصيني، من تلقّي جرعتين منه، فالـ”65% أفضل من صفر.

وأيّ لقاح يتوافر اليوم فهو الأفضل. ولكن إذا كان في إمكان الشخص الاختيار فأنا أنصح بفايزر”.

يعلّق الدكتور حجيج على الفكرة نفسها، فيرى أنّ “أهمية اللقاحات تكمن في كونها كلّها تحمي من الموت، وإن كانت تحمي من الإصابة بدرجات مختلفة.

ولا بد من الانتباه إلى أنّه لا يمكن المقارنة بين اللقاحات وفعاليتها، فكل لقاح دراساته أُجريت في ظروف معيّنة وعلى عيّنة معيّنة وخلال انتشار سلالة محددة من الفيروس، وللمقارنة بين اللقاحات مقارنة علمية ودقيقة فلا بدّ من إجراء دراسات عليها جميعاً في الوقت نفسه وفي الظروف نفسها”.

في السياق نفسه يستبعد حجيج إجراء دراسات حول تعدد اللقاحات، معتبراً أنّ هذا الأمر ” يتنافى مع مصالح الشركات”.

إلى ذلك يبشّرنا الدكتور حلو بدراسات تجريها شركة فايزر وشركات أخرى، لإعطاء اللقاح للأطفال، موضحاً أنّ “هذه الدراسات ستبصر النور قريباً، إضافةً إلى سعي شركات لتصنيع لقاح للفيروس على شكل حبوب”.

المصدر أساس