على الرغم من أن الحصول على لقاح كورونا خطوة ضرورية بالنسبة لمعظمنا، فإن الآثار الجانبية يمكن أن تكون غير مريحة بعض الشيء، وربما يجعل ذلك الكثيرين مترددين في الحصول على اللقاح.
إن من أهم الطرق للحد بشكل طبيعي من الآثار الجانبية للتطعيم هو الحفاظ على الجهاز المناعي قوياً والخلود إلى الراحة جيداً. ولكن الخوف من الآثار الجانبية التي قد تصاحب اللقاح يظل مسيطراً على الكثيرين الذين يلجأون إلى تناول مسكنات الألم حتى قبل الحصول على جرعة اللقاح، وليس بعد الحصول عليه فقط.
ولكن خبراء الصحة يحذرون الناس على نحو متزايد من عدم تناول المسكنات قبل أن يتم تحديد موعد للحصول على الجرعة.
تصنف الأدوية التي تسكن الألم وتخفف الالتهاب على أنها مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، وهي تمنع المواد الكيميائية التي تساعد على إنتاج الألم والالتهاب وتعمل على تقليل شدة الألم بمرور الوقت.
وليس من المستحسن حقا أن تؤخذ هذه الأدوية المتوفرة دون وصفة طبية بشكل منتظم، أو عندما لا يتم وصفها من الطبيب. وقد وجدت العديد من الدراسات أن الاستخدام المطول لمسكنات الألم والمسكنات غير الستيروئيدية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وهناك كثير من القواعد يجب اتباعها قبل التطعيم وبعده. ومن أهم الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار عدم الانخراط في أي نشاط، أو تجنب تناول الأدوية التي قد تضر بفعالية اللقاح أو التي تجعل الاستجابة المناعية له منخفضة. يضاف إلى ذلك التوقف عن تناول بعض الأدوية عند القرار بالحصول عليه؛ وتتم معرفة هذه الأدوية التي يجب الامتناع عنها باستشارة الطبيب المختص.
ولا توجد معرفة دقيقة بكيفية تفاعل الأدوية ولقاحات كورونا عند تناولها معاً، إذ يمكن أن يذهب تناول الأدوية كإجراء وقائي للحدِّ من الآثار الجانبية سدى، نظراً إلى أنه لا يتم تفاعل جميع الأشخاص مع اللقاح بالطريقة نفسها. وينطبق هذا أيضاً على الأدوية التحسسية، مثل مضادات الهيستامين، التي لا تنفي خطر الإصابة برد فعل تحسسي.
وعلى الرغم من أن لدينا أدلة محدودة في الوقت الحالي تشير إلى أن مسكنات الألم ستكون سيئة قبل التطعيم، فقد بيّن الكثير من الأبحاث التي أجريت على مر السنين أن بعض العلامات التجارية لمسكنات الألم يمكن أن تتداخل مع عمل الجهاز المناعي – وهو الشيء نفسه الذي يحاول اللقاح القيام به ؛ وعندما يتم إعطاء لقاح، فإنه يدفع الجهاز المناعي إلى توليد الأجسام المضادة التي تؤدي بعد ذلك إلى بعض ردود الفعل الالتهابية، التي تدعى في المصطلح الطبي باسم الآثار الجانبية. والنتيجة أن استخدام مسكنات الألم مسبقاً قد يمنع الجهاز المناعي من القيام بعمله بشكل صحيح.
كما وجدت دراسة أخرى أجريت على الفئران، ونشرت في مجلة علم الفيروسات أن بعض أدوية الألم المضادة للالتهابات يمكن أن تقوم بخفض إنتاج الأجسام المضادة، والحد من الاستجابة المناعية.
ولكن يمكن أن تكون هناك بعض الحالات الصحية أو العلاجات الجارية التي قد يُنصح فيها الشخص بشكل مستمر بتناول مسكنات الألم، لذلك ينبغي إعطاء الأولوية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية موجودة قبل الحصول على جرعة اللقاح، والقول الفصل في هذا المجال للطبيب المستشار لأن هذه الأدوية بمثابة القوت اللازم للجسم للقيام بعمله بشكل جيد، وإيقافُه على نحو مفاجئ ليس مفيداً، بحسب صحيفة تايمز أوف إنديا.