احتفل قطاع واسع من الشعب التركي والمقيمين بقرار الرئيس رجب طيب أردوغان إلغاء الحظر والعودة للحياة الطبيعية بتركيا بدءا من الأول من تموز إضافة لإعلانه عن لقاح محلي، وقد استبشروا بانتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في البلاد؛ لا سيما في ظل وتيرة أخذ اللقاح المتسارعة مع تراجع أعداد المرضى والوفيات.
ونقلت قناة “إن تي في” (NTV) التركية، أنه وفقا لبيانات وزارة الصحة تم إعطاء حوالي 45 مليون جرعة من اللقاح في تركيا حتى الآن، مبينة أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى تجاوز 30 مليونا وأن عدد المتلقين للجرعة الثانية من اللقاح 14 مليونا و655 ألفا.وقالت صحيفة “ملييت” (Milliyet) التركية إن وزارة الصحة تهدف لإيصال نسبة التطعيم إلى 70% وبالتالي الحصول على المناعة الجماعية في حلول عيد الأضحى المبارك، لافتة إلى أن المواطنين المشمولين بجدول التطعيم يبلغ عددهم 55 مليون مواطن، وتطعيم 70% منهم هو إنجاز عظيم.
وصرح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجا بأن تركيا تصدرت خلال الأسبوع الأخير دول العالم في أعداد التطعيم ضد كورونا مقارنة بعدد السكان.وحسب بيانات وزارة الصحة التركية بلغ عدد المتوفين جراء فيروس كورونا، نحو 50 ألفا، بينما بلغ إجمالي عدد المصابين أكثر من 5 ملايين.كما وصلت حصيلة المتعافين من الفيروس إلى 5 ملايين و275 ألفا و231، وتم إجراء فحص لأكثر من 60 مليونا منذ بدء الجائحة.إلغاء الحظروفي تقييمه لمؤشرات انتهاء الوباء في تركيا بعد قرار إلغاء الحظر، أكد باسل ترزي -طبيب المخ والأعصاب والأوبئة في مستشفى “كورو” بأنقرة- أن الوباء سيستمر لكن بحدة أقل أو “سنضطر للتأقلم معه ويصبح مثله مثل الأنفلونزا الموسمية أو الأمراض الفيروسية الأخرى، حتى الطفرات المتحورة من الفيروس والتي قد تأتي علينا بموجات إصابة أخرى سنكون قادرين على التأقلم معها”.وقال ترزي -للجزيرة نت- “بقرار إلغاء الحظر لن نرجع للحياة الطبيعية مثلما كان الحال قبل الجائحة، حيث سيستمر المواطنون باتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية من الفيروس كارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي واستخدام المعقمات، وذلك يتزامن مع انحسار الموجة والتسارع في عملية التلقيح من الفيروس”.من جهته، ذكر الطبيب عبد اللطيف فاسلي -المستشار السابق لوزير الصحة التركي- للجزيرة نت أن قرار إلغاء الحظر جاء في سياق طبيعي بعد تسارع كبير في التلقيح وانخفاض شديد بعدد الإصابات نتيجة الإجراءات والتدابير الصارمة التي اتخذتها الحكومة من حجر صحي وتوعية يومية ومراقبة أمنية وعقوبات رادعة.ولفت فاسلي إلى أن الحظر تم إلغاؤه، لكن التدابير الصحية باقية بالتوازي مع إعطاء اللقاح واستمرار الفحوصات اليومية.اللقاح التركي “توركوفاك”وفي مستجد آخر، بدأت تركيا برنامج التجارب البشرية على اللقاح المحلي المضاد لكورونا بحضور المتطوعين في المدينة الطبية بأنقرة ومشاركة الرئيس أردوغان الذي أعلن أن اسم اللقاح المحلي المضاد لكورونا هو “توركوفاك” (TURKOVAC).وحول هذا اللقاح المحلي، أوضح فاسلي -المستشار السابق لوزير الصحة- بأنه حسب آخر التقارير العملية، فإن جامعة “أرجيس” (Erciyes) (الجامعة التي تقوم بتطوير اللقاح التركي) قد انتهت من المرحلة الثانية من التجارب (التجربة على الحيوانات)، والتي أثبتت فاعليتها، والآن بدأت المرحلة الثالثة من التجارب (التجارب على البشر)، والتي يتوقع أن تظهر فاعليتها مع انتهاء فصل الصيف، وفي حال تمت بنجاح فإن اللقاح قد يتم استخدامه بصورة رسمية مع حلول فصل الخريف.وبخصوص فاعليته وطريقة عمله، فإنه يعمل من خلال الأجسام المضادة والفيروسات الميتة وليس من خلال المادة الجينية، حسب الطبيب ترزي الذي يَتوقع أن يكون له تأثيرات جيدة في الحماية من الإصابة بالفيروس، وسيكون على شكل جرعتين، وقد تصبح 3 جرعات لتقوية المناعة، لكن أغلب هذه الأمور ستكون واضحة بعد استخدام اللقاح وتحليل عدد الأجسام المضادة.