صرّحت ناتاليا بشينيتشنايا، الخبيرة في المعهد المركزي الروسي لبحوث الأوبئة، بإمكانية حدوث حالات إصابة بسلالتين من فيروس كورونا في وقت واحد.ولفتت نائبة مدير العمل السريري والتحليلي في معهد البحوث المركزي لعلم الأوبئة، إلى أن “مثل هذه الحالات في الغالب ترصد لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة ولدى كبار السن”.
وقالت الخبيرة بهذا الشأن: “إن حالات العدوى المزدوجة بسلالات مختلفة من نفس الفيروس معروفة منذ فترة طويلة. حالات العدوى المتزامنة تقريبًا بسلالتين أو حتى نوعين فرعيين من فيروسات الإنفلونزا وإنفلونزا (سارس – كوف – 2)، بالإضافة إلى سلالاته المختلفة، جرى وصفها في السابق مرارا”.وأشارت بشينيتشنايا إلى أن العدوى التي تسببها سلالتان من الفيروس التاجي في وقت واحد أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة وكبار السن. ويمكن أن يكون هذا المرض أكثر حدة، وهو طويل الأمد في الغالب.
وأوضحت الاختصاصية في علم الأوبئة أن ذلك يحدث لأن الجهاز المناعي غير قادر على التخلص بسرعة من السلالة الأولى التي تسببت في الإصابة، وعند الاتصال بسلالة أخرى مصابة، تدخل مرة أخرى إلى الجسم.وتابعت في هذا السياق قائلة: “المرض الذي تسببه سلالتان من الفيروسات في وقت واحد لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة خطير لأنه نتيجة لاستمرار السلالات المختلفة في جسم الإنسان لفترات طويلة، يمكن أن يحدث إعادة التركيب الجيني (تبادل المواد الجينية بين السلالات)، ما قد يساهم في مزيد من التباين في الفيروس وظهور أنواع جديدة. لذلك، من الضروري التطعيم في أسرع وقت ممكن حتى لا يتطور الفيروس في السكان ويتحور”.يشار إلى أن اكتشاف حالة إصابة بسلالتين من فيروس كورونا سُجل في روسيا عام 2020 لدى امرأة مسنة.ولتوضيح هذه المسألة، قالت آنا سبيرانسكايا، رئيسة مجموعة علم الجينوم وتقنيات ما بعد الجينوم في المعهد المركزي لعلم الأوبئة في هيئة حماية حقوق المستهلك: “في البداية، سادت سلالة واحدة، وبعد أسبوع تقريبا بدأت سلالة أخرى بالهيمنة”. وأشارت الخبيرة في علم الجينوم إلى وجود حالات إصابة مزدوجة، لكن ليس من السهل إثباتها، لأن وجود فيروسين مختلفين في العينة يمكن تفسيره بأسباب أخرى. يجدر الذكر أنه جرى سابقا اكتشاف حالات إصابة بسلالتين من فيروس كورونا في وقت واحد في تايلاند وبلجيكا.