كشف بحث جديد نشر في مجلة “جراحة المخ والأعصاب والطب النفسي” البريطانية أن العلامات التحذيرية للسكتة الدماغية قد تظهر قبل وقت طويل من حدوثها فعلياً.
ووفق صحيفة التليغراف، وجد الباحثون في دراسة هولندية أن الذين يعانون من السكتة الدماغية ظهرت عليهم علامات معينة من التدهور المعرفي قبل 10 سنوات من إصابتهم بالمرض.
ومن الشائع بعد السكتة الدماغية أن يعاني المصابون من تغيرات فسيولوجية، تؤدي إلى تراجع المهارات المعرفية، وتجعل القيام بالمهام الروتينية أمراً صعباً.
وأجرت الدراسة تقييماً للمشاركين بالنسبة لقدرتهم المعرفية والمهام اليدوية مثل الغسل وارتداء الملابس مدة متوسطها 12.5 سنة لتحديد متى بدأت هذه التغييرات، ووجدت أن مرضى السكتة الدماغية عانوا من انخفاض حاد في القدرات المعرفية والأداء اليومي الروتيني قبل نحو عقد من السكتة الدماغية الأولى، مقارنة بالذين لم يصابوا بسكتة دماغية.
ولفتت الدراسة إلى أن النساء اللواتي يحملن جين APOE المرتبط بمرض الزهايمر وذوات المؤهلات الأكاديمية الأقل هن أكثر عرضة للخطر.
علامات تحذير
1 – ارتفاع ضغط الدم: يساهم ارتفاع ضغط الدم في قرابة نصف السكتات الدماغية، ما يجعله عامل الخطر الأكبر.
ويوضح بيتر روثويل أستاذ علم الأعصاب ومدير وحدة أبحاث الوقاية من السكتة الدماغية في جامعة أكسفورد أن السكتات الدماغية الإقفارية (تمثل نحو 87 % من جميع السكتات الدماغية) الناتجة عن تضييق الشرايين في الرقبة والدماغ، مرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
ويؤثر ارتفاع ضغط الدم أيضاً على القلب، ويسبب الرجفان الأذيني، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تشكل جلطات دموية في القلب، وهو سبب قوي للغاية للسكتات الدماغية.
2 – جلطات دماغية صغيرة: بعض الأحيان، يعاني أشخاص من سلسلة نوبات نقص تروية عابرة أو سكتة دماغية صغيرة، تسبب علامات التحذير من السكتة الدماغية الكبيرة نفسها، وتعد بداية مفاجئة لأعراض عصبية ناجمة عن جلطة صغيرة تسد الأوعية الدموية.
ويقول البروفيسور روثويل: “بدلاً من الشعور بوخز في يدك يتطور خلال بضع ساعات، فإنه سيحدث فجأة”.
فالأعراض تشبه إلى حد بعيد أعراض السكتة الدماغية. وقد يكون لديك تنميل في جانب واحد من ساقك، أو ضعف في جانب واحد من وجهك، أو فقدان الكلام أو الرؤية في عين واحدة.
وبعد تلك النوبة العابرة، تتحلل الجلطة الدموية من تلقاء نفسها، أو يتكيف الدماغ حتى لا يتضرر من الانسداد، كما يوضح البروفيسور روثويل. ومع ذلك، تعرضك النوبات العابرة لخطر الإصابة بسكتة دماغية أكثر في المستقبل.
3 – ارتفاع الكوليسترول: ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يعرضك لخطر أكبر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ويرجع هذا إلى تراكم الترسبات الدهنية في الأوعية الدموية، ما يجعل من الصعب على الدم التدفق عبر الشرايين، ويمكن أن ينفصل ليشكل جلطة خطيرة.
إذا كان لديك تاريخ مبكر من أمراض القلب أو السكتة الدماغية في عائلتك، فمن المفيد إجراء فحص دم لمرة واحدة للتحقق مما إذا كان لديك ارتفاع غير طبيعي في مستويات الكوليسترول.
ومع ذلك، فإن عوامل نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي سيئ أو السمنة أو عدم القيام بالتمارين الرياضية الكافية يمكن أن تزيد أيضاً من فرص الإصابة بالكوليسترول الضار.
4 – تاريخ عائلتك المرضي: وجدت دراسة أجرتها كلية الطب بمستشفى سانت جورج في لندن أن مرضى السكتة الدماغية الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أقل كانوا تقريباً ثلاثة أضعاف احتمال إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
إن تاريخ العائلة هو أكثر عامل خطر للإصابة بسكتة دماغية في سن أصغر؛ ويقول البروفيسور روثويل: “من المحتمل أن تكون مخاطرك ضعف المتوسط إذا كان لديك شقيق أو والد أصيب بسكتة دماغية، خاصة إذا كان لديهم سكتة دماغية عندما كانوا صغاراً”.
5 – نمط الحياة الخاطئ: عادات الحياة غير الصحية مثل التدخين واتباع نظام غذائي غني بالملح والدهون وعدم ممارسة الرياضة تعني أنك قد تتجه إلى السكتة الدماغية لاحقاً.
ووفقاً لجمعية السكتة الدماغية، فإن التدخين يجعلك أكثر عرضة للوفاة إذا كنت مصاباً بسكتة دماغية. وفي الوقت نفسه، قد يؤدي النظام الغذائي السيئ إلى زيادة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.