يعاني كبار السن من خطر الإصابة بالكسور وبطء شفائها، لكن دراسة بريطانية حديثة أظهرت أن تعزيز الوجبات الغذائية لأفراد هذه الفئة بمشتقات الحليب والأطعمة الغنية بالكالسيوم والبروتينات يخفض كثيراً من خطر السقوط وهذه الكسور، التي غالباً ما تهدد حياة الكثيرين من كبار السن، خصوصاً من يعانون من هشاشة العظام.
وتشير هذه الدراسة التي نشرت نتائجها قبل أيام في المجلة الطبية البريطانية إلى أن وضع المزيد من منتجات الألبان في قائمة الطعام يعد خياراً فعّالاً لتقليل خطر الإصابة بالكسور، وحتى السقوط مع التقدم في العمر.وخضع للدراسة 7195 شخصاً، 68 في المئة منهم من النساء، ويقيمون في 60 مؤسسة استشفائية مخصصة لكبار السن في بريطانيا، بينما يبلغ متوسط أعمارهم 86 عاماً.وحاول الباحثون في البداية معرفة ما إذا كان الحصول على الجرعات اليومية الموصى بها من الكالسيوم (1300 ملغ) والبروتينات (1 غرام لكل كليوغرام من الجسم) من مختلف المصادر الغذائية يؤدي إلى التقليل من خطر الكسور في المناطق الحساسة والسقوط لدى كبار السن.
نتائج مفاجئةجرى توفير الزبادي والحليب وأنواع أخرى من الأجبان لكبار السن المقيمين في 30 مركزاً طبياً حتى يتمكنوا من الحصول على 1142 ملغ من الكالسيوم يومياً و1.1 غرام من البروتينات لكل كيلوغرام من الجسم يومياً، بينما واصل باقي كبار السن في المراكز الطبية الأخرى تناول قائمة طعامهم العادية، أي ما يعادل 700 ملغ يومياً من الكالسيوم و0.9 غرام من البروتينات لكل كيلوغرام من وزن أجسادهم يومياً.وبعد فترة، فوجئ الباحثون بأن هذا التدخل البسيط في النظام الغذائي لكبار السن تزامن مع انخفاض بنسبة 30 في المئة في خطر الإصابة بكل أنواع الكسور، بينما انخفض خطر الإصابة بكسر على مستوى الحوض بنسبة 46 في المئة وتراجع خطر السقوط بنسبة 11 في المئة.وفي هذا السياق، انتهى مؤلفو الدراسة إلى القول إن تعزيز إمدادات الكالسيوم والبروتينات للجسم من خلال إضافة مشتقات الحليب إلى قائمة الطعام اليومية يمكن أن يكون أداة بسيطة لتقليل خطر السقوط والكسور، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام.ووفق الدراسة، يعدّ هذا إجراء حقيقياً يهم الصحة العامة، ويجب تنفيذه في أقرب وقت، في دور رعاية كبار السن، وحضّ الناس على اتباعه، لحماية هذه الفئة من أخطار غير محسوبة النتائج، خاصة في حالة السقوط.
