المكان، مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، ونضع ألف خط تحت كلمة “خيرية”، بعد الواقعة الأخيرة التي حصلت داخل المستشفى يبدو أنّ هذه المستشفى قد قررت الخروج من ردائها الأبيض لتجارة الدكاكين، فيما تناسى بعض العاملين فيها قسمهم، وقرروا فتح المزادات العلنية على أوجاع المرضى!
الواقعة ليست إفتراءً، ولا من نسج الخيال، بل موثقة، وحصلت في الـ48 ساعة الماضية، وضحيتها سيدة بيروتية مسنّة إحتاجت لعملية “مرارة” مستعجلة.
في الظاهر المسألة بسيطة، وزارة الصحة غطّت نفقات العملية، والملف حاضر، هذا ما ظنتّه السيدة وعائلتها، ولكن ما حصل في مستشفى المقاصد، كان مختلفاً، إذ رفضت إدارتها إجراء العملية على نفقة الوزارة، غير آبهة بالوضع الصحي للمريضة ولا بوضعها المادي المعدم وهي تكاد لا تؤمن قوت يومها!
والأمر لم يتوقف هنا، بل إستكمل بجشع من الطبيب المشرف على حالة السيدة والذي سيجري لها العملية، وهو الدكتور ز. خ.، حيث طلب لجيبه مبلغ 200 دولار “فريش” لإجراء العملية، وطبعاً هذا المبلغ لا يدخل ضمن التكلفة والمصاريف التي طلبتها المستشفى.
ولأن بعض الأطباء احترفوا “التجارة” على ما يبدو في “الدكاكين” الاستشفائية، كان لطبيب البنج نصيبه أيضاً، فطلب هو الآخر مبلغاً وقدره مليون و700 ألف ليرة لبنانية، من خارج مصاريف العملية،أي لجيبه الخاص!
قد يسأل سائل، لماذا صمتت السيدة؟! وكيف لم تشتكِ العائلة لإدارة المستشفى!
للحقيقة لم يصمت أحداً من العائلة، وقد تحركوا نحو الإدارة، إلا أن المفاجأة الكبرى، كانت بعلم ومعرفة مدير المستشفى لتكتمل المسرحية الجشعة على أوجاع المواطنيين.
والأكثر “ألماً” أنّ أحداً ممن أقسموا اليمين الطبي لم يرأف لوضعها، ما دفعها وعائلتها ومن عرفوا حالتها إلى البحث عن تأمين المبلغ من المقتدرين وفاعلي الخير.
وبالفعل وبعد معاناة تأمن المبلغ، وتأمنت الـ200$ للطبيب المشرف على العملية ومليون و700 ألف ليرة لطبيب البنج، وأجرت السيدة العملية، دون أن تعلم إن كان محاطة بأطباء أم جزارين؟
وهذا الخبر برسم وزارة الصحة ونقابتي الأطباء والمستشفيات.
يتبع…
