يعود تعلّقنا بالأشياء والمقتنيات القديمة إلى محاولتنا الحفاظ على ماضينا أو جزء منّا نشعر بأنّه ذهب مع الوقت. ولكن عوامل إجتماعية ونفسية عديدة تحول هذا الأمر إلى هوس، وكأن الزمن توقف عند هذا الشخص في فترة معينة ولا يستطيع مغادرتها.
وتتصاحب هذه الحالات عادة مع مواقف محزنة أو صدمات، مثل وفاة شخص مقرب، أو عندما يكون الوقت الحاضر لا يرضيه، ويجد نفسه يهرب من واقعه عن طريق تذكر الماضي عبر هذه الأشياء.وقد يكون التعلق بالمقتنيات القديمة والإحتفاظ بها هو أيضاً حالة للحفاظ على الأمان والحب والذكرى وارتباطها بمناسبة معينة. والخوف يكمن هنا من عدم قدرة الإنسان بالشعور بالأمان سوى عند تذكر الماضي وبالتالي فإنه يشعر دائماً بالقلق عند التفكير بواقعه الحالي.
ما هو إضطراب أو هوس الإكتناز؟في بعض الاحيان يمكن أن تتحوّل هذه الحالة من التعلق بالماضي أو التمسك بالمقتنيات القديمة إلى هوس حقيقي، فيجد الإنسان صعوبة مستمرة في التخلص من الممتلكات أو التخلي عنها، بغض النظر عن قيمتها الفعلية. فيشعر الشخص بالضيق عند التفكير في التخلص من هذه الأشياء.وعادة ما تؤدي هذه الحالة إلى ظروف معيشية سيئة فيصبح المنزل مليء بأشياء مهملة، مع وجود ممرات ضيقة مليئة بأكوام من الفوضى. ويختلف الاكتناز عن هواية الجمع، فالشخص الذي يعاني من هذا الإضطراب لديه مشكلة في التخلي عن الأشياء القديمة وليس هواية بجمع أشياء تهمه. أسباب هوس الاكتنازبالنسبة للشخص الذي يعاني من إضطراب الإكتناز، أسباب عديدة تجعله تدفعه للإحتفاظ بهذه الأشياء، ومنها:- تفكيره بأنّه لا يمكنه الحصول على الشيء مرة أخرى، لذا عليه الإحتفاظ به.- يعتقد بأنّ هذا العنصر يمكن أن يكون له قيمة في المستقبل أو أن يقدم له إفادة معينة.- بسبب القيمة العاطفية للأشياء في حياته.- الاعتقاد بأن ما يكدّسه له أهمية كبرى ولا يمكن التخلص منه.- قد يعتبر أن شيئا ما يحتفظ به من شأنه تنشيط ذاكرته. الأعراض- القلق من الحاجة المستمرّة لهذه الأشياء في المستقبل ورفض التخلّي عنها.- عدم الثقة بإقتراب الآخرين من الاغراض المتكدّسة.- الشعور بأنّ طلب رمي أي غرض يشكّل ضغطاً نفسياً شديداً.- العيش في أماكن تعم فيها الفوضى دون الشعور بالحاجة لترتيبها.- عدم اليقين بشأن مكان وضع الأشياء.
ذلك الأمر يتطلّب تدخل علاجيّ من قبل اختصاصيّ نفسيّ للتخلّص من هوس الاكتناز الذي يُعتبر اضطراباً نفسياً حقيقياً.