“الجنين الأسود” يسلط الضوء على غياب التنوع في الصور الطبية

11 ديسمبر 2021
“الجنين الأسود” يسلط الضوء على غياب التنوع في الصور الطبية

سلطت صورة رسمها رسام طبي نيجيري، وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الضوء على أهمية التنوع في الرسوم الطبية التوضيحية، وفقا لما ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية.ويبدو أن الصورة، التي رسمها طالب الطب والرسام النيجيري تشيديبر إيبي، قد ضربت على وتر حساس لدى عدد لا يحصى من رواد المواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال العديد منهم إنهم لم يروا قط جنينًا أسود أو امرأة حامل سوداء جرى تصويرهما تشريحيا من قبل.

وبحسب خبراء فإن تلك الصورة أيضا قد لفتت الانتباه إلى قضية مهمة لا تزال قيد البحث، وتتعلق بنقص التنوع في الرسوم التوضيحية الطبية، إذ أن أغلبها تصور أصحاب البشرة البيضاء وتتجاهل بقية الأعراق في العالم.ولا يتعدى عدد الرسامين الطيبين أكثر من 2000 شخص في أنحاء العالم، وبعضهم يتقاضى أجورا باهظة للغاية.من جانبه، ذكر إيبي، أنه لم يكن يدر بخلده أن تحظى “صورة الجنين الأفريقي” بذلك الانتشار على الإنترنت، وأكد أنه مهتم برسم هذا النوع من الصور التوضيحية منذ فترة طويلة، مضيفا: “أسعى لتحقيق المساواة في الرعاية الصحية بالإضافة إلى إظهار الجمال الأفريقي”.

وزاد: “لا زلنا بحاجة إلى المزيد من الأشخاص للعمل في هذا المجال وعدم الاكتفاء بما أقدمه”.وفي سياق متصل، قالت رئيس لجنة التنوع لجمعية الرسامين الطيبين، ني كا فورد، إن منظمتها ممتنة لما قدمه النيجيري إيبي.وكتبت في إحدى مقالاتها: “إلى جانب أهمية تصوير الأجساد السوداء والبنية في الرسم التوضيحي الطبي، فإن رسومات إيبي تساعد أيضًا في مكافحة عيب رئيسي آخر في النظام الطبي، وهو المعدل المذهل غير المتناسب لوفيات الأمهات لدى النساء السود في هذا البلد (أميركا)”.وتابعت: “تاريخيًا، كانت الرسوم التوضيحية الطبية تظهر دائمًا صورا ذكور ذوي أجسام بيضاء جيدة، وما زال الأمر مستمرا حتى يومنا هذا.. وبالتالي فإن التحيز تجاه نوع في الرسم التوضيحي الطبي يهمش النساء والأعراق الأخرى”.وقد دعمت دراسة أجرتها جامعة ولونغونغ الأسترالية في العام 2014 مزاعم كافورد، إذ أظهرت نتائجه أنه من بين أكثر من 6 آلاف صورة توضيحية نشرات في 17 كتابًا علميًا عن التشريح بين عامي 2008 و2013، كان هناك 36 في المئة من تلك الصور لإناث، بينما جسدت 3 بالمئة منها أشخاصا يعانون إعاقات جسدية.

وكانت تلك الصور في معظمها تجسد أشخاصا من البشرة البيضاء، ونصيب كبار السن فيها لم يتجاوز 2 في المئة.وعن أهمية التنوع في الصورة التوضيحية، تشرح كافورد: “بدون التمثيل العادل في تجسيد الأعراق واقتصار الرسوم على أصحاب البشرة البيضاء، فإن المهنيين الطبيين سوف يكونون مقيدين في تشخيص وعلاج الأمراض من بقية الأجناس”.ولفتت إلى أن الاعتماد على الصور النمطية التي تمثل أشخاص بيض في مقتبل العمر يمنع الأطباء من تحديد الأمراض ودراسة أعراضها على أصحاب البشرة الملونة مما يؤدي إلى ضعف الرعاية الطبية.