ما زال أوميكرون حديث الساعة ولم يتخطّاه العالم بعد وما زالت الدراسات قائمة حوله، إلاّ أنّ متحورا جديدا غير معروف لفيروس كورونا ظهر فجأة وأصاب 12 شخصاً في فرنسا.
اعتدنا ظهور متحورات جديدة للفيروس كل شهرين أو ثلاثة ولكن يبدو أنّ المتحورات بدأت تتكاثر بشكل أسرع، وما يُقلق أكثر، هو صعوبة تحديد أنواع المتحورات وإصابتها للأشخاص من دون معرفة أي معلومة عنها.
ومع كثرة المتحورات والاصابات، بات احتمال الخطأ في فحص الـPCR واردا، فانخفاض معدل الفيروس في الجسم خصوصاً إذا كان قد تلقى اللقاح يزيد من صعوبة إعطاء نتيجة دقيقة.
وحسب رئيسة المختبرات في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتورة ريتا فغالي، “لا علاقة للمتحور أوميكرون بأخطاء فحص الـPCR.
في لبنان الفحوص تعتمد على الـE Gene والـN Gene مما يعني أنّها تُظهر نتيجة ايجابية في حال الاصابة بأي من متحورات كورونا من دون حصول أي خطأ، على عكس بعض الأنواع المعينة من المعدات الخاصة بالفحص التي أقرتها CDC والتي تستهدف فقط الـS Gene وبالتالي لا تكشف أوميكرون بدقة”.
هارون: لا قدرة للمستشفيات على الاستمرار
شدّد نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون على أنّ “المستشفيات أقفلت أقسام كورونا، إذ من شبه المستحيل أن تعاود فتحها بسبب هجرة الطاقم الطبي وارتفاع أسعار الأوكسيجين والمستلزمات الطبية وكلفة المازوت”.
وأفاد نقيب المستشفيات الخاصة لـ”لبنان الكبير” بأنّنا “نعمل على توسيع المستشفيات لأقسامها المفتوحة أساسا وندرس إذا كان هناك إمكانية فتح لتلك التي أقفلت، لكن هذا صعب جدّاً.
منذ الأسبوع الماضي ونحن نعمل على الموضوع لكن بالطبع لا يمكننا العودة الى أعداد الأسرّة التي كانت العام الماضي. مستحيل!”.
وعن تداعيات هذا الوضع وتفشي الوباء من دون أقسام كورونا في المستشفيات، أوضح هارون: “اذا ارتفعت الاصابات وزاد الطلب على الاستشفاء لمرضى كورونا، نحن أمام كارثة.
لكن لا أحد يعرف كم من الممكن أن تزيد هذه الاصابات، وليست جميعها بحاجة الى دخول مستشفى. برأيي أن ننتظر بعد حتى نرى ماذا سيحدث بعد الأعياد”.
وتابع: “رُفعت جاهزية المستشفيات قدر الامكان لكن اذا شهدنا موجة قوية لن تكون الجاهزية كافية. منذ أسبوعين ونسبة إشغال الأسرّة تدور حول الـ80%”.
وبخصوص كلفة المازوت، قال هارون أنّ “كلفة المازوت في المستشفى التي ندفعها شهرياً توازي مجموع الأجور التي ندفعها للموظفين، وهذه كارثة، لا قدرة للمستشفيات على الاستمرار بهكذا أسعار مازوت.
فكل مريض يكلفنا 750 ألف ليرة لبنانية في نهار واحد وهذا كان على سعر 20-22 ألف ليرة لبنانية، اليوم أصبح الدولار أقرب الى الـ30 ونحن ندفع بالفريش دولار للمازوت. أنا أتوقع الأسوأ اذا تفشى فيروس كورونا”.
مركز جديد لكورونا
من جهته، أعلن وزير الصحة فراس الأبيض أنّ “الوضع في المستشفيات لغاية الآن لا يزال تحت السيطرة، ولم يزد عدد المرضى فيها وفي العناية الفائقة بشكل كبير”.
وأضاف: “بحثنا إجراءات عدّة تقوم بها الوزارة، منها افتتاح مركز طوارئ ميداني لكورونا من ضمن التجهيزات التي قدّمتها دولة الإمارات للبنان في منطقة البيال، وهو سيسمح باستقبال المرضى الذين هناك شكوك حول إصابتهم لإجراء تقويم لهم لمعرفة أوضاعهم بدقة، وهذا الأمر سيمكّننا من مساعدة المرضى المصابين، وسيعلن عن هذا المركز خلال أيام”.