تستخدم مكعبات المرق منذ عقود طويلة في تتبيل الريزوتو والشوربات والصلصات بهدف تحسين الطعم والنكهة، ويشير المختصون، بحسب تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إلى أن الإفراط في استخدامها في الطبخ قد تكون له عواقب وخيمة على الصحة لأسباب عدة بينها:
1 ــ انعدام الفائدة الغذائية
يؤكد رئيس قسم التغذية في معهد باستور في مدينة ليل الفرنسية، الدكتور جان ميشال لوسيرف، أن هذا المرق المجفف من دون فائدة صحية. ويضيف: “نحن بعيدون تماماً عما يمكن أن تقدمه شوربة أُعدت في المنزل، من حيث الفيتامينات والألياف، وهذه المكعبات ليست سوى مادة محولة، دورها الوحيد هو إضافة نكهة للطبق”.
ولهذا السبب يتكون المعكب في الغالب من الملح، وهذا المكون سوف يزيد بحسب الباحث في علوم وتكنولوجيات الغذاء، فرانسوا بوس، مدة صلاحية المنتج ويسمح بتجنب نمو أي ميكروبات على المغلفات. وبالنسبة للباحث في الكيمياء رافاييل هومون، فإن الملح يستخدم في مثل هذه المنتجات لزيادة حجم المكعب من دون أن يرفع من قيمته الغذائية، كما أن رفع الوزن يعني زيادة السعر بالكيلوغرام.
ويعد الملح مشكلة لوحده، فقد اتضح لمجلة «60 مليون مستهلك» الشهيرة، بعد فحص 34 نوعاً من مكعبات المرق، أن نسبة الملح فيها مرتفعة، وأن المكعب الواحد يغطي 25 في المئة من كمية الملح اليومية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، والتي تقدر بـ5 غرامات يومياً.
ولهذا ينصح الخبراء بعدم إضافة الملح تماماً عند استخدام هذه المكعبات، كما يذكرون بأن الطعام المالح يسبب ارتفاع الضغط الدموي وأمراض القلب والدماغ وسرطان المعدة.
2 ــ سكريات مخفية
أكد تحقيق مجلة “60 مليون مستهلك” وجود السكر في مكعبات المرق، وخصوصاً السكاروز وشراب الغلوكوز، وهو مادة مجففة تستخدم لدعم النكهة والتخلص من أي مرارة في الطبخة، وفق الباحث في علوم وتكنولوجيا الأغذية فرانسوا بوش.
3 ــ الإضافات
لا تحتوي مكعبات مرق الخضروات على أية إضافات، لكن مكعبات مرق اللحوم تضاف لها ملونات، فبعض الشركات تستخدم صبغة الكارميل العادية التي تحضر بإذابة السكر حرارياً. أما شركات أخرى فتلجأ إلى استعمال ملونات غنية بالأمونياك أو الأمونيوم.
ويقول فرانسوا بوش إن تفاعل هاتين المادتين يمكن أن يؤدي إلى تكون جزيئة قد تسبب السرطان، وفق المركز الدولي لأبحاث السرطان، ورغم ذلك ما تزال مرخصة من قبل السلطات الأوروبية.
وهناك أيضاً إضافات تستخدم في تحسين النكهة والطعم في حالة مكعبات مرق اللحوم، مثل غلوتامات الصوديوم. وكانت جمعية المستهلكين البلجيكية أكدت في نوفمبر2021 أن هذه المادة المضافة ترتبط بـ«متلازمة المطعم الصيني»، وهو اضطراب يشمل العديد من الأعراض، بينها: الغثيان وآلام الرأس والشعور بضغط على مستوى الصدر واحمرار الوجه. ولم يتم تأكيد أي اشتباه في تأثير ذلك على الصحة بحسب فرانسوا روش، ولكن كإجراء احترازي توصي السلطات الصحية بجرعة يومية لا تزيد على 30 ملغ من الغلوتامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وفي حال وجود حساسية ينصح د. لوسيرف بالحد من استهلاكه.
كيفية الاستخدام
وفي النهاية وبدل شيطنة هذه المكعبات، يقترح د. لوسيرف مراجعة استخدامها قائلاً: “حتى لا نواجه مشكلة الافراط في استهلاكها، يجب الحد من عدد مرات الاستخدام في الطبخ والكمية المستعملة”. وينصح بإذابة مكعب واحد في أربعة ليترات من المرق عوض ليترين، كما يوصي باختيار بدائل صحية أخرى، مثل استخدام باقات الأعشاب العطرية المكونة من الزعتر وورق الغار والبصل والقرنفل.