حقن الفاكهة بالنيترات مغلوط… و”الزراعة” تتشدد في العقوبات

22 يونيو 2022
تالا الحريري

إنتشرت مؤخراً أخبار عن حالات دخول مستشفى وفيروسات تصيب الأشخاص بسبب حقن الفواكه بالنيترات لتنتفخ وتعطي شكلاً أكبر ووزناً أكثر ومنها البطيخ. وبالفعل، تزداد حالات التسمم والاعياء والتقيؤ والدخول الى المستشفيات، والبعض يعزوها الى هذا السبب كون الجميع يسارع إلى تناول الفاكهة الصيفية المتنوعة والشهية، أمّا البعض الآخر فيعتبر أنّ التقلبات المناخية التي تحدث في هذه الفترة إلى جانب درجات الحرارة المرتفعة والتعرض لهواء التكييف يؤدي إلى ضرر في الجسم.

الترشيشي: النيترات لا توضع في الحقن

وللتأكد من صحة هذه الأخبار، توجّه “لبنان الكبير” بالسؤال إلى رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم الترشيشي الذي أكد أنّ “موضوع حقن الفواكه بالنيترات غير صحيح، فالنيترات تُستخدم مع المياه ولا توضع في الحقن”.

وأوضح أن “الفواكه أو الخضار تحقن بالهرمونات في بعض الأحيان حتى تنضج قبل أوانها وبشكل أسرع وبالتالي لزيادة الانتاج، ويتم القيام بذلك عندما يكون هناك صنف معين مقطوع أو في غير موسمه، فمثلاً يعطي البطيخ لوناً أحمر لكن النكهة لا تكون جيدة، أي ليس بطعمة البطيخ الحلوة المعتادة”.

ونفى الترشيشي صحة ما يقال عن أن النيترات أو الهرمونات تؤدي إلى ضرر صحي، أو الى دخول المستشفى، معتبراً أنّ “المزارع الذي يفهم في مهنته ولديه ضمير ليس بحاجة الى القيام بذلك”.

وشدد على وجوب “الفصل بين الفواكه والخضار، إذ لا يتم حقن أي نوع من الفاكهة بالنيترات أو الهرمونات، لأنه في حال إستخدامها تهترئ فوراً”.

“الزراعة”: العقاب أقوى مما يتصوره أحد

وأكد مصدر مطلع في وزارة الزراعة لـ”لبنان الكبير” أنّ “لا وجود حتى الآن لأي حالات تسمم تشير إلى وجود مواد ممنوعة في الأكل، وبالتالي الدوائر المختصة بموضوع الأمن الغذائي في وزارة الزراعة أو في الوزارات الأخرى، على أتم الجهوزية لأخذ الاجراءات القانونية اللازمة في حال تثبيت أي حالات تسمم مشابهة في المستقبل”.

وشدد على أنّ “العقاب سيكون أقوى مما يتصوره أحد، إذ يمكن أن تأخذ الوزارات المختصة صفة الادعاء الشخصي ضد كل من تثبت ادانته بحالات تسميم وغش الناس، وبالتالي سيتم الادعاء عليه بمحاولة القتل الجماعي”.

وعن فرض الرقابة على المزارعين، أشار المصدر إلى أنّ “وزارة الزراعة في الأصل تفرض الرقابة الفنية على المزارعين، من خلال المتابعة المستمرة من مكاتب الوزارة المنتشرة على جميع الأراضي اللبنانية، وإمكان وصولها الى أي نقطة في وقت بسيط”.

أضاف: “من خلال متابعة المزارعين، تحدد الوزارة الأمراض التي تصيب المزروعات وترسل تقارير إلى المصالح المختصة في الوزارة، وإبلاغ وزير الزراعة عبر تقارير بجميع الحالات المرضية أو الخطيرة الموجودة في المزروعات، ليتم أخذ الاجراءات المناسبة، بأعلى مستوى من القرار الوزاري الزراعي في البلد”.

وعن إمكان متابعة فحص الفواكه قبل بيعها، أوضح المصدر أنه “في حال وجود علامات مرض في الفاكهة، أو على أشجارها، يتم التعامل معها فوراً ولا يمكن أن تصل فاكهة مريضة إلى التاجر من دون أن يعلم بها. فمصدر جميع المزروعات في لبنان أصبح موجوداً، ويمكن لأي كان معرفة نوع الفاكهة من أين تأتي لوجود تجار مختصين بأنواع محددة”.

على الرغم من نفي جهات متعددة حالات تسمم الأشخاص بسبب وجود ضرر في الفاكهة، لا بد من مواكبة توعية المواطن عبر نظام التوعية والارشاد الزراعي الذي أسسته وزارة الزراعة والذي يعتمد تقنية الـelearning””، وهذا المشروع تم بدعم مباشر من الوزير، وهو عبارة عن تطبيقات وبرمجيات أصبحت جاهزة لتعليم الشعب والمزارع كيفية التعاطي مع المزروعات، وكيف يمكن لأي فرد أن ينجح في عملية الزراعة، ومن خلاله يمكن الاجابة عن كل سؤال.

اضافة الى المعاهد الفنية الزراعية المنتشرة على الأراضي اللبنانية، والتي يحظى الكثير منها بدعم وإهتمام دولي، عبر العديد من المنظمات أهمها “اليونيسف” في هذا المجال.

المصدر لبنان الكبير