كشفت دراسة حديثة أن “الحالة النادرة التي تجعل الناس غير قادرين على رسم الصور في خيالهم”، والتي يطلق عليها “أفانتازيا”، قد يكون لها تأثيرات بعيدة المدى على الصحة العقلية للمصابين، وفقا لموقع “ساينس أليرت”.
ويطلق على أفانتازيا أيضا اسم “العمى العقلي”، وتم الكشف عنها منذ القرن التاسع عشر، لكنها جذبت اهتماما علميا كبيرا خلال السنوات الأخيرة.وتكشف الدراسة الحديثة عن تأثير “الأفانتازيا ” على الذاكرة البشرية وتصور المستقبل لدى المصابين بالمرض.وعن ذلك يقول الباحث بمركز ريكين لعلوم الدماغ في اليابان، أليكسي جويل دويز، عبر حسابه على موقع “تويتر”، إن “الذاكرة العرضية والتنقيب في المستقبل متشابهان وظيفيا”.وأضاف “كلاهما عمليتان معرفيتان تتضمنان محاكاة إعادة بناء للأحداث والمشاهد باستخدام الصور المرئية الداخلية لدى الإنسان”.
ويقول موقع “ساينس أليرت”، إن أذهاننا تستحضر الصور المرئية الداخلية بشكل مستمر، لكن كيفية تأثير هذه الصور في قدرة البشر على تذكر أحداث من الماضي، غير معروف.ولاستكشاف ذلك، أجرى دويز وزملاءه من الباحثين تجربة مع حوالي 60 مشاركا يعاني نصفهم من “أفانتازيا”، بينما لا يعاني النصف الأخر من تلك الحالة النادرة.وأظهرت نتائج التجربة أن الأشخاص الدين يعانون من مرض الأفانتازيا، لديهم “تفاصيل عرضية أقل بشكل ملحوظ” حول أحداث الماضي وتصور المستقبل.وتشير الدراسة إلى أن قدرة الأشخاص المصابين بأفانتازيا على “بناء أو إعادة بناء المشاهد الداخلية” قد تضاءلت مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة.وقال الباحثون إن “الدراسة الحالية تقدم أول دليل سلوكي قوي على أن غياب الصور المرئية يرتبط بانخفاض القدرة على محاكاة الماضي وبناء المستقبل”، وفقا لموقع “ساينس دايركت”.
وأوضحت الدراسة أن “القدرة على إنشاء الصور المرئية مهمة للبناء العقلي للأحداث”، سواء بإعادة بناء ذكريات الحياة الواقعية، أو تخيل سيناريوهات لم تحدث.وتفترض الدراسة الحديثة أن “التنقيب في المستقبل”، هو عملية معرفية تجمع أجزاء من الذكريات الماضية لرسم صورة للأحداث المستقبلية المحتملة.وحسب ساينس أليرت، فإن الأفانتازيا تقدم نموذجا فريدا لبدء استكشاف هذه التفاعلات و”بناء تصنيف أوسع للمحاكاة المعرفية في الدماغ البشري”.