نحو 3 سنوات مرت على انتشار جائحة كورونا ولا يزال العالم أسير هذا الفيروس الذي قلب حياة البشر رأسا على عقب وسجل نسبة كبيرة من الوفيات تخطت الـ 6 ملايين حالة وفاة وارتفعت حالات الإصابات إلى أكثر من 596 مليونا و228 ألفا و157 إصابة حول العالم.
ويُسابق العلماء الوقت لتطوير اللقاحات ضد هذا الفيروس ولاسيما مع المتحورات التي يشهدها فمن “ألفا” و”بيتا” و”غاما” و”دلتا” إلى “أوميكرون” ومتحورات “أوميكرون” وأبرزها متحور BA5 الذي يتألف من 62 طفرة وينتقل بسرعة كبيرة ويتميز بأنه أكثر عدوانية.
وازدادت التساؤلات متى ستنتهي هذ الجائحة ولماذا لم يتم السيطرة عليها؟ علماً ان الفيروسات تختفي مع الوقت في حين ان كورونا يتحوّر فهل هو فيروس مصنّع؟ وهل نحن أمام حرب بيولوجية جرثومية؟
دراسات تؤكد: الفيروس لم يأتِ من الطبيعة
رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني وممثل الرابطة الطبية الاوروبية الشرق أوسطية الدولية في لبنان البرفسور رائف رضا يتبنى نظرية ان “كورونا هو فيروس مصنّع”، مشيراً إلى انه “في عام 2003 انتشر الـ “سارس” وهو متلازمة التنفس الحاد الخطير وشهدنا في الـ 2012 انتشار فيروس “ميرس” متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وتمت السيطرة عليهما في حين هذا الأمر لم يحصل مع كورونا”.
وقال رضا في حديث لـ “لبنان 24”: “ثمة دول تخزن الفيروسات للقيام بدراسات وأبحاث و”السارس” موجود في المختبرات ما يُعزز فكرة “اننا في خضم حرب جرثومية” حيث يُمكن تعديل الفيروس في المختبرات وراثيا”.
ويستند رضا لتعزيز نظريته على أبحاث ودراسات نُشرت في وسائل إعلام عالمية أكدت انه تم التلاعب بفيروس كورونا في المختبرات لجعله أشد فتكا، لافتا إلى ان “كوفيد 19 لديه بصمة وراثية غير موجودة في الفيروس الطبيعي
The COVID-19 pathogen has a genetic footprint that has never observed in a natural virus”.
وتطرق رضا إلى دراسة بحثية مكوَّنة من 22 صفحة أعدها البروفيسور البريطاني أنغوس دالغليش والدكتور بيرغر سورنسن وهو عالم فيروسات ورئيس شركة الأدوية المناعية التي طورت منتجا للقاح الفيروس التاجي يسمى Biovacc-19 ونشرت في “الديلي ميل” اعتبرا فيها انه “تم التلاعب بالفيروس في مختبرات ووهان لجعله أكثر فتكاً”.
وأشارت هذه الدراسة إلى ان “الفيروس لم يأتِ من الطبيعة وان العلماء في الصين قاموا بتصنيع كورونا في المختبر، ثم حاولوا هندسة نسخة من الفيروس لجعله يبدو وكأنه تطور بشكل طبيعي من الخفافيش”.
كما تحدث رضا عن دراسة ثانية أعدها العالم الأسترالي نيكولاي بيتروفسكي نشرت في مجلة “نيويورك تايمز” وأكد فيها ان “الفيروس هو مصنع وخرج من المختبر في ووهان إما عبر النفايات وانتقل سريعا إلى القطط ومنها إلى الانسان، واما أن عاملا في المختبر التقط العدوى وخرج فانتشر بسرعة”.
وتطرق إلى دراسة ثالثة نشرت في صحيفة “وول ستريت جورنال” لعالمين أميركيين هما ستيفن كواي الرئيس التنفيذي لشركة “أتوسا ثيرابيوتكس”، التي تطور علاجات لسرطان الثدي وفيروس كورونا، وريتشارد مولر أستاذ الفيزياء في جامعة “كاليفورنيا بيركلي” وهما أيضا كشفا ان “كوفيد 19 له بصمة وراثية لم تتم ملاحظتها مطلقا في فيروسات كورونا الطبيعية ما يعزز أيضا فرضية التسرب من المختبر بقوة”.
واعتبر رضا ان “وفاة ملايين الأشخاص حول العالم جراء فيروس كورونا هو أمر غير طبيعي وان ما من فيروس انتشر على مر التاريخ تسبب بوفاة هذا العدد الهائل من البشر ما يرجّح فرضية اننا دخلنا في “حرب جرثومية” وان عددا كبيرا من الدول تخزن الفيروسات لسبب ما”، بحسب تعبيره .
وتساءل رضا عن توقيت انتشار فيروسات جديدة كجدري القرود الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية انه انتهى عام 1980 وعاد لينتشر في الـ 2022 وفيروس “لانجيا” الذي تم اكتشاف 35 إصابة منه في الصين وهو فيروس فتاك يضرب الكبد والكلى وفيروس “نيبا” الذي انتشر في ماليزيا وسنغافورة والذي لا لقاح له.
واعتبر ان لقاحات كورونا لم تثبت فعاليتها حيث يُصاب مَن تلقى اللقاح بالفيروس عدة مرات ما يطرح علامات استفهام.
وعلى الرغم من ذلك شدد رضا على “ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية الضرورية وأخذ اللقاح ولاسيما المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة”، مشيراً إلى ان “90 بالمئة من اللبنانيين حاليا لا يرتدون الكمامات ولا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي وثمة تفلت في هذا الموضوع”.
بداية نهاية كورونا
رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية ورئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية الفائقة في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي الدكتور جورج جوفلكيان رفض نظرية ان كورونا هو فيروس مصنّع، وقال في حديث لـ “لبنان 24”: “أنا لا أحب نظريات المؤامرة وفي حال كان الفيروس مصنّعا وكان سلاحا بيولوجيا فهذا أمر خطير جدا، وفي حال تم تصنيعه في الصين كما يُشاع فلماذا نرى حاليا الأعداد الهائلة التي تُصاب به في هذا البلد؟ وإذا كان مصنّعا في أميركا فهي تُعاني بدورها من عدد هائل من الوفيات يوميا جراء هذا الفيروس”.
وأوضح جوفلكيان ان “فيروس كورونا ليس ثابتا بل لديه قدرة على التحور والجائحة لا تنتهي بل مع الوقت تصبح غير مؤذية”، وتابع: “أصبح لدينا مناعة قطيع ما جعل الفيروس أقل إيذاء من قبل ونحن شارفنا على الانتهاء منه”.
واعتبر ان “اللقاحات فعالة من ناحية منع العدوى الشديدة والدخول إلى المستشفى وتخفيف حالات الوفاة”، موضحا ان “متحور أوميكرون BA5 هو من الفيروسات القليلة التي في حال الإصابة بها لا تخلق مناعة في الجسم ضدها والدليل ان من أصيب بهذا المتحور يُمكن أن يُصاب به مجددا خلال فترة قصيرة جداً لا تتخطى الأسابيع”.
وعن التفلت في الإجراءات الوقائية، أجاب جوفيليكان: “هذا الأمر حاليا نراه ليس فقط في لبنان بل في كل العالم حيث لم يعد هناك أي وجود للكمامات”، وشدد على ضرورة الالتزام باللقاحات، محذرا من موجة كورونا جديدة بعد شهرين أي مع بداية فصل الشتاء والعودة إلى الأماكن المُغلقة.
وأشار جوفلكيان إلى ان “نسبة التلقيح في لبنان لا زالت قليلة نسبيا ولكن عدد من أصبح لديه مناعة مُكتسبة جزئية من خلال اللقاح او الإصابة بكورونا أو الإثنين معا أصبح كبيرا ويتعدى نصف سكان لبنان”.
إذن جائحة كورونا مستمرة وثمة توقعات بموجات جديدة من الفيروس مع بداية فصل الشتاء ما يعني ان مليارات من البشر هم في خطر متزايد للتعرض لإصابة بحالات شديدة وخطيرة من كوفيد19 وحتى الموت، وان كان الفيروس طبيعيا أم مصنّعا يبقى الأمل بالقضاء عليه وان تعود الحياة إلى سابق عهدها.