لماذا يفكر العلماء بتغيير اسم “جدرة القرود”؟

24 أغسطس 2022
لماذا يفكر العلماء بتغيير اسم “جدرة القرود”؟


لا تنشر القرود فيروس الجدري المعروف باسم “جدري القردة” إلى البشر، كما أنه ليس مرضا متوطنا في أفريقيا كما يشاع، ويبدو أن هذه من الأسباب التي تدفع العلماء ومنظمة الصحة العالمية إلى محاولة تغيير تسمية المرض التي “تثير نزعات عنصرية ضد أفريقيا”، للاتهام الخاطئ بأن المرض جاء منها، وضد القرود أيضا التي تعرضت لعنف من البعض، وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

ويقول التقرير الذي كتبه مراسل الصحيفة للشؤون العلمية، أندرو جيكوب، إن “الخوف الذي لا أساس له” أدى في الآونة الأخيرة إلى مهاجمة قرود الماموسيت والكبوشين في البرازيل، حيث استخدم المهاجمون العنف الشديد معها ما أدى إلى نفوق سبعة منها على الأقل.يقول العلماء إن القوارض هي المستودع الحيواني الأكثر احتمالا للفيروس، وهو قريب للجدري، ولكن في عام 1958، عندما حدد العلماء الدنماركيون الفيروس لأول مرة في مستعمرة من المختبر، قرروا منح التسمية المشؤومة للقرود بدلا من القوارض.

وفي الأشهر الثلاثة التي تلت الإبلاغ عن الحالات الأولى من جدري القرود في أوروبا والولايات المتحدة، حث خبراء الصحة العامة منظمة الصحة العالمية على التوصل إلى تسميات جديدة قد تساعد في إزالة أي التباس والحد من العار والوصم المرتبطين بمرض ينتشر إلى حد كبير بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال.وقال توليو دي أوليفيرا، عالم المعلوماتية الحيوية في جامعة ستيلينبوش في جنوب أفريقيا إن “الأسماء مهمة، وكذلك الدقة العلمية، وخاصة بالنسبة لمسببات الأمراض والأوبئة التي نحاول السيطرة عليها”. وتسعى عملية تسمية الفيروسات، التي أنشئت في عام 2015، إلى “تقليل التأثير السلبي غير الضروري لأسماء الأمراض على التجارة أو السفر أو السياحة أو رعاية الحيوان، وتجنب التسبب في إساءة إلى أي مجموعات ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية أو عرقية”، حسبما كتبت منظمة الصحة العالمية في ذلك الوقت.

لكن هذه الممارسات الفضلى المزعومة لتسمية الأمراض المعدية الجديدة لا تؤثر على الأسماء الحالية التي يقول النقاد إن لها ارتباطات سلبية بالأماكن والأشخاص الفعليين، مثل حمى الوادي المتصدع ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والإيبولا، وهي حمى نزفية سميت على اسم نهر في أفريقيا.وقال إليوت ليفكويتز، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمعلوماتية الحيوية الجينية في جامعة ألاباما في برمنغهام وأمين البيانات في المنظمة، إن الأمر قد يستغرق على الأرجح عاما قبل أن ينظر أعضاء المجموعة في أسماء جديدة محتملة للأنواع التي سيصنف فيها فيروس جدري القردة.وقال إن أي اسم جديد للأنواع من المرجح أن يتضمن عناصر من الاسم الحالي للحفاظ على صلة مع الماضي، وهي عملية منفصلة عن اقتراح اسم شائع جديد للفيروس. وقال: “لا أعرف أي اسم فيروس تم تغييره بالفعل بعد استخدامه لسنوات”.