دراستان مقلقتان… هذا ما تفعله السجائر الإلكترونية بوظائف القلب

1 نوفمبر 2022
دراستان مقلقتان… هذا ما تفعله السجائر الإلكترونية بوظائف القلب


تتضارب الأدلة حول الأضرار التي يُمكن أن يُسببها تدخين السجائر الإلكترونية، فبعض الدراسات ترى أنها أقل بكثير من أضرار حرق التبغ التقليدي، فيما تطرح الأخرى مجموعة من الأضرار التي يبدو أنها أكبر من أضرار تدخين السجائر العادية.

وأظهرت دراستان منفصلتان، نُشرت نتائجهما في الاجتماع التمهيدي لمؤتمر جمعية القلب الأميركية، والذي سيعقد في مدينة شيكاغو بالفترة من 5 إلى 7 تشرين الثاني المقبل، إن البالغين الذين يستخدمون أجهزة التدخين الإلكترونية “لديهم تغيرات مقلقة في وظائف القلب والأوعية الدموية”. وقارنت نتائج الدراستين اللتين أجريتا من قبل باحثين في جامعة ويسكونسن في الفترة بين عامي 2019 و2022، بين الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية، وأولئك الذين يدخنون السجائر التقليدية القابلة للاحتراق والأشخاص الذين أبلغوا عن عدم استخدام أي من منتجات النيكوتين.

وصُممت الدراستان لفحص الآثار قصيرة المدى لتدخين السجائر الإلكترونية وتدخين السجائر لدى مستخدمي النيكوتين المنتظمين، مقارنة بنظرائهم الذين لم يستخدموا النيكوتين. وأخضعت الدراسة 395 شخصاً للفحص، إذ أبلغ 164 شخصاً عن استخدامهم للسجائر الإلكترونية بمتوسط 4.1 سنوات، وأفاد 80% باستخدام أحدث جيل من أجهزة التدخين الإلكترونية، مع مراعاة أن متوسط العمر لتلك الفئة 27.4 عام.وأقر 117 شخصاً بتدخينهم السجائر التقليدية القابلة للاحتراق فقط لمدة 23 عاماً في المتوسط، إذ كان متوسط عمر تلك الفئة 42.8 عام.وأكد 114 بالغاً أنهم “لم يُدخنوا” إطلاقاً، كما كان لديهم اختبارات بول سلبية لاستخدام النيكوتين، إذ كان متوسط عمر تلك الفئة 30.8 عام.زيادة ضربات القلب في الدراسة الأولى، فحص الباحثون ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وقطر الشريان العضدي في الذراع وتقلب معدل ضربات القلب قبل وبعد 15 دقيقة من قيام المشاركين إما بالتدخين الإلكتروني أو حرق التبغ، ثم قارنوا الفئتين الأولى والثانية بالفئة الثالثة التي لم تُدخن إطلاقاً.

ووجد الباحثون أنه بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يستخدموا أي نيكوتين، فإن الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية وأولئك الذين يدخنون السجائر القابلة للاحتراق لديهم زيادات أكبر في معدل ضربات القلب، ما يعني أن قلوبهم تنبض بشكل أسرع. فقد عانى مدخنو السجائر الإلكترونية والمدخنون التقليديون من زيادة معدل ضربات القلب بمعدل 4 ضربات في الدقيقة بعد التدخين الإلكتروني أو التدخين التقليدي.في حين أن الأشخاص الذين لم يدخنوا النيكوتين لم يتغير معدل ضربات القلب لديهم، كما رصد الباحثون لديهم زيادات أكبر في ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى) والانبساطي (الرقم الأقل). وعانى الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية وأولئك الذين يدخنون من ارتفاع في ضغط الدم من حوالي 122/72 ملم زئبق إلى ما يقرب من 127/77 ملم زئبق بعد التدخين الإلكتروني أو التدخين التقليدي، في حين أن أولئك الذين لم يستخدموا منتجات النيكوتين أبداً لم يتغير مقاييس ضغط الدم لديهم.وعانى الأشخاص الذين استخدموا هذه المنتجات المحتوية على النيكوتين أيضاً من انقباض أكبر في الشريان العضدي، وقياسات أسوأ لتقلب معدل ضربات القلب، ما يشير إلى تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي بالجسم. ويصبح الجهاز العصبي السمبثاوي أكثر نشاطاً، عندما يكون الشخص متوتراً أو في خطر، ويزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويخلق حاجة أكبر للأكسجين من قبل القلب ويؤدي إلى خلل في جدران الشرايين.وتشير هذه النتائج إلى عوامل خطر أسوأ لأمراض القلب والأوعية الدموية بعد التدخين الإلكتروني أو التقليدي، وقد يلعب تنشيط الجهاز العصبي دوراً في الاستجابات السلبية التي تظهر فوراً، بعد استخدام السجائر الإلكترونية وبعد اختبار التمرين بعد 90 دقيقة.”نتائج مقلقة”أما في الدراسة الثانية، والتي أجريت على المشاركين ذاتهم، فتم إجراء اختبارات الإجهاد على جهاز المشي بعد 90 دقيقة تقريباً من قيام المشاركين بتدخين السجائر الالكترونية أو التقليدية أو الذين أبلغوا عن عدم استخدام النيكوتين.وتم جمع أربعة مقاييس للنتائج وتحليلها أثناء وبعد اختبار الإجهاد هي: مكافئ التمثيل الغذائي، والتي تستخدم كمقياس للقدرة على أداء التمارين، ومعدل الضغط، وهو مقياس للعمل الذي يقوم به القلب في ذروة مستويات التمرين، واحتياطي معدل ضربات القلب، وهو مقياس لمعدل ضربات القلب أثناء الراحة مقابل الحد الأقصى المتوقع لمعدل ضربات القلب مع التمرين، واستعادة معدل ضربات القلب لمدة 60 ثانية، وهو مقياس لمدى سرعة تعافي معدل ضربات القلب بعد التمرين.كان أداء الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية والتقليدية، أسوأ بشكل ملحوظ في جميع معايير التمرين الأربعة، مقارنة بالمجموعة التي أبلغت عن عدم استخدام النيكوتين. وقالت الدراسة إنه من الواضح أن الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية كان أداؤهم أسوأ في جميع معايير التمرين الأربعة مقارنة بأقرانهم الذين لم يدخنوا على الإطلاق.ولم يكن أداء التمارين لمن استخدموا السجائر الإلكترونية مختلفاً بشكل كبير عن الأشخاص الذين استخدموا السجائر التقليدية، رغم أنهم استخدموا السجائر الإلكترونية لسنوات أقل من الأشخاص الذين يدخنون وكانوا أصغر سناً بكثير.وقال الباحثون إن هذه النتائج “مثيرة للقلق”، لأنها تشير إلى أن التدخين الالكتروني قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.