يقول دكتور فؤاد يوكسل، جراح زراعة الشعر والخبير بمشاكل تساقط الشعر، إن هناك القليل جدًا من الأبحاث العلمية حتى الآن حول تأثيرات التمارين الرياضية على نمو الشعر. ولكن من خلال فهم عملية نمو الشعر والعوامل التي يمكن أن تعزز نمو الشعر الطبيعي، فمن المنطقي افتراض أن التمرين المستمر يمكن أن يدعم نمو الشعر الصحي، إذ أنه من المعروف أن الشعر ينمو من خلال دورة متناوبة تتضمن مراحل من النمو السريع واستطالة جذع الشعرة وفترات من الانحدار مدفوعة بإشارات موت الخلايا المبرمج، عبر ثلاث مراحل متميزة هي طور التنامي والانتهاء والتراجع، ويتساقط الشعر بعد المرحلة الأخيرة لعدة عوامل من بينها قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها والإجهاد ونقص الفيتامينات.
صحة بصيلات الشعر
يمكن أن تزيد التمارين الرياضية من نمو الشعر، بحسب قول دكتور يوكسيل، لأنها ذات دائمًا تأثير إيجابي على الصحة العامة.ويوضح دكتور يوكسيل: “ستستفيد بصيلات شعرك من زيادة الدورة الدموية وزيادة الأكسجين في خلايا الدم. كما ستسمح بصيلات الشعر الصحية خلال مرحلة النمو [طور التنامي] بأن تستمر لفترة أطول. لذلك، سيكون لدى الشعر المزيد من الوقت للنمو”.كما يمكن أن تقلل التمارين من التوتر، ولأن الإجهاد هو أحد العوامل في مرحلة التراجع عن فقدان الشعر والتي يمكن أن تسبب ترقق الشعر، فإن التمرين المستمر قد يمنع تساقط الشعر.الإرشادات النموذجيةمن غير الواقعي التفكير في أن الجري لمرة واحدة أو حصص يوغا ستعكس فجأة تساقط الشعر وتتسبب في ظهور مجموعة من خيوط الشعر الجديدة، لكن يشرح دكتور يوكسيل قائلًا إن الإرشادات النموذجية لمستويات النشاط البدني كافية، أي أن البالغين يجب أن يستهدفوا 150 دقيقة من التمارين الهوائية متوسطة الشدة أو 75 دقيقة من التمارين الهوائية شديدة الشدة في الأسبوع، والتي يرى دكتور يوكسل إنها كافية لدعم دورة نمو الشعر الصحي.
هرمون التستوستيرون
ومن المثير للاهتمام أنه ليست كل أنواع التمارين متساوية عندما يتعلق الأمر بتعزيز نمو الشعر. يقول دكتور يوكسيل إن تمارين القوة الموجهة نحو التضخم ليست جيدة مثل أي نوع من التمارين الهوائية أو تمارين القلب. إن الفارق المميز يرجع إلى تأثير التدريب على ضخامة هرمون التستوستيرون.
يقول يوكسل: “يرتبط نمو العضلات ارتباطًا مباشرًا بهرمون التستوستيرون، ووجود مستويات عالية من هرمون التستوستيرون، بما يشمل DHT (ثنائي هيدروتستوستيرون)، يؤدي إلى تقليص بصيلات الشعر ويقصر دورة نمو الشعر”.
عندما يتعلق الأمر بتدريبات القوة، يقول دكتور يوكسيل إن التمارين متعددة المفاصل التي تشرك مجموعات عضلية أكبر، مثل القرفصاء والرافعة المميتة والاندفاعات، تزيد من هرمون التستوستيرون أكثر من غيرها.سلبيات تمارين القوةتؤدي تمارين القوة إلى تفاقم تساقط الشعر الوراثي. ولكن لأن التمارين الرياضية تقلل أيضًا من هرمونات التوتر وتحسن كيفية استجابة الجسم للإجهاد. من الممكن أن يظهر تأثيرًا إيجابيًا من تدريبات المقاومة إذا كان الشخص يعاني من تساقط الشعر المرتبط بالتوتر.”يضيف دكتور يوكسيل أن تناول المنشطات بجانب تدريب المقاومة يعد أحد الأسباب المهمة لتساقط الشعر، لذلك يجب تجنب تناول العقاقير المنشطة بأي ثمن.نوعان لتساقط الشعرويوضح دكتور يوكسيل أنه يمكن تصنيف تساقط الشعر إلى نوعين: دائم ومؤقت. إن معظم تساقط الشعر الدائم ناتج عن استعداد وراثي، في حين أن تساقط الشعر الناجم عن اختيارات نمط الحياة عادة ما يكون مؤقتًا ويمكن عكسه عن طريق تحسين الصحة العامة، مشيرًا إلى أن “فشل الرياضيين في تلبية احتياجاتهم الغذائية لمثل هذا التدريب يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر بسبب نقص الحديد والفيتامينات والمعادن الأخرى”.نظام طويل الأمدإن اتباع نمط حياة صحي، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم وعدم التدخين وتناول نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية يمكن أن يعزز نمو الشعر.نمو الشعر مرهون بالحصول على كمية كافية من السعرات الحرارية. يؤدي اتباع نظام غذائي طويل الأمد، خاصةً مع عدم كفاية استهلاك البروتين، إلى توقف الجسم عن تجدد خلايا الشعر.يوجد العديد من العناصر الغذائية الأخرى الحيوية للحفاظ على بصيلات الشعر صحية وتحفيز نمو الشعر الجديد، مثل حمض الفوليك والبيتا كاروتين والحديد والبيوتين والزنك وفيتامين C وفيتامينات B وأحماض أوميغا-3 الدهنية.الاستحمام عقب التمارينوفي نهاية المطاف، ينصح دكتور يوكسيل بسرعة الاغتسال عقب ممارسة التمارين الرياضية لأن ترك العرق على الشعر بعد التمرين يمكن أن يجعل الشعر “ضعيفًا وتصبح المسام مسدودة إذا ظل العرق على الرأس لفترة طويلة”.