وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إلى مخاوف علماء ومختصي رياضة من تزايد أخذ حقن الستيرويد، والاستعانة بمكملات وأدوية من أجل زيادة الكتلة العضلية وخفض معدل الدهون، دون انتباه إلى متطلبات الجسم ومصلحته.
ووفق الصحيفة فإن الحصول على بطاقة “رياضي مهني” في مجال بناء الأجسام، يبدو غير ممكن دون اللجوء إلى الحقن والمكملات، وهذا الأمر يكشف درجة شيوع الهرمونات.ويزداد الإقبال على الهرمونات بسبب رواج مواصفات ومعايير بشأن الجسم المرغوب فيه لدى الرجال، وهو جسم ذو ظهر عريض وضخم في العادة، مقابل خصر ضيق، وبطن مستوية تماما تبرز فيها العضلات الست، إلى جانب بروز العروق لتكون بمثابة مؤشر على قلة الدهون.
وعندما سئل المختصون حول إمكانية أن يفوز رياضي ما ببطولة في كمال الأجسام دون أخذ مكملات، ضحكوا وهم يستهزؤون من السؤال، في إشارة إلى أن الأمر متعذر تماما.وأكد الباحث الأميركي المختص في استخدام ما يعرف بـ”الستيرويدات البنائية”، هاريسون بوب، أنه بات من المستحيل أن ينال رياضي ما جائزة من جوائز كمال الأجسام في الولايات المتحدة دون أن يكون قد استعان بالمكملات والحقن.وينبه الخبراء إلى أن الإكثار من الهرمونات يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الجسم، وربما تصل المضاعفات إلى حد الوفاة والإصابة بأمراض خطيرة.وأوضح الباحث بوب، أن استخدام الستيرويد بكميات محدودة ومعقولة يكون آمنا، في العادة، لكن الكثرة هي التي تجلب المتاعب.وتزداد المخاطر عندما يحصل الرياضي على المكملات والحقن عن طريق أصدقاء أو حتى باعة غير مرخصين، كما قد يقوم بتحضير الخلطة استنادا إلى مقطع رائج في يوتيوب، دون الاستعانة بأي مختص في شؤون الصحة.
وعندما يصل مستخدم الستيرويد والمنشطات الأخرى إلى أواسط العمر، يلاحظ مشكلات كبرى على مستوى القلب ونظام الدماغ.وتؤكد الباحثة المختصة في طب القلب بجامعة إنديانا الأميركية، أونيديكا إليونزي، أن الإكثار من الستيرويد والمنشطات يربك عمل القلب في مرحلة من العمر.وأشارت إلى أن أخذ تلك المواد الخطرة يزيد من حجم البطين الأيسر في القلب، أو ما يعرف بغرفة ضخ الدم، في حين تصبح جدران العضلة الحيوية أكثر سماكة، وعندئذ، يرتبك تدفق الدم.ومن شأن الإفراط في أخذ الستيرويد أيضا أن يؤدي إلى تجلطات الدم والإصابة بالسكتة والنوبة القلبية، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.