توصّلت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة “السوربون باريس نورد” إلى أن “النترات” و”النتريت” الموجودان في اللحوم المصنعة والأطعمة الأخرى، يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وتوجد النترات والنتريت بشكل طبيعي في التربة والمياه، كما أنها تستخدم في الأطعمة للحفاظ على مدة الصلاحية.
النتراتووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة بلوس ميديسين (PLOS Medicine) في 17 كانون الثاني الجاري، أن استهلاك الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على النترات والنتريت يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وشملت الدراسة تحليل بيانات 104 آلاف و168 مشاركا، بحيث يقدم المشاركون، البالغون من العمر 15 عاما فما فوق، تقريرا ذاتيا عن تاريخهم الطبي، ومعلومات عن نظامهم الغذائي وأسلوب حياتهم والتحديثات الصحية المهمة.
ونظر العلماء في الدراسة الجديدة في بيانات مفصلة عن التعرض للنتريت والنترات، بناء على بيانات النظام الغذائي التي تم الإبلاغ عنها من قبل المشاركين.
وقالت الدكتورة ناجية حسين، اختصاصية الغدد الصماء في جامعة “نيويورك لانجون”، إن شركات الأغذية تستخدم النترات مواد حافظة في الأطعمة المصنعة، وخاصة اللحوم، لوقف نمو البكتيريا وإطالة العمر الافتراضي”.
وأفاد الباحثون بأن المشاركين الذين أبلغوا عن تناول كميات أكبر من النتريت، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.من جهتها، علقت الدكتورة كارولين ميسر اختصاصية الغدد الصماء في مستشفى “لينوكس هيل” بنيويورك قائلة: “كانت هذه دراسة رائدة، منذ ذلك الحين حتى الآن لم يكن هناك إجماع على ما إذا كانت النترات أو النتريت ضارين أو مفيدين في ما يتعلق بمقاومة الأنسولين والصحة الأيضية”.
وأبلغ مؤلفو الدراسة عن وجود ارتباط بين النتريت والنترات ومرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، فقد لاحظوا أن الارتباط ليس هو نفسه السبب، ويعني هذا أنه توجد علاقة، وأن هذا لا يعني أن النتريت والنترات يسببان السكري.
ويجب إجراء المزيد من الأبحاث حتى يتمكن المختصون من تقديم توصيات بشأن مستوى تناول النترات الذي قد يتسبب في مخاطر صحية، وكذلك ما إذا كانت النترات التي تتكون بشكل طبيعي تؤثر على الصحة بالطريقة نفسها التي تؤثر بها النترات المضافة إلى الطعام.
وقالت ناجية حسين “تقوم أجسامنا بتحويل النترات إلى أكسيد النيتريك، الذي له العديد من الوظائف الفسيولوجية الأساسية، بما في ذلك الأوعية الدموية والتمثيل الغذائي”.وتضيف: “كان هناك نقاش طويل الأمد حول ما إذا كان تناول النترات الزائد يمكن أن يضر بنا، وما إذا كان ينبغي علينا حظر استخدام هذه المواد كإضافات غذائية”.
وتربط بعض الدراسات النترات والنتريت بسرطان القولون والكلى والمعدة، وفقا للمعهد الوطني للسرطان، ومع ذلك يشير الخبراء إلى أن بعض النترات والنتريت، مثل تلك الموجودة في الخضار، يمكن أن تساعد في تحسين ضغط الدم وكذلك صحة الأمعاء. (الجزيرة)