كشفت دراسة عالمية أن اتباع نظام غذائي متوسطي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة المبكرة لمئات الملايين من الأشخاص الذين لديهم احتمالية متزايدة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفق صحيفة “الغارديان” البريطانية.
يشار إلى أنه تم ربط النظام الغذائي الغني بزيت الزيتون والمكسرات والمأكولات البحرية والحبوب الكاملة والخضروات في السابق بعدد من الفوائد، ومن المعروف جيداً فعاليته في مساعدة الأشخاص الأصحاء على العيش لفترة أطول بدون المعاناة من أمراض.لكن الأدلة العلمية على كيفية مساعدة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كانت محدودة، بما يشمل مئات الملايين الذين يعانون من السمنة ومرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول في الدم، وأولئك الذين لا يمارسون النشاط البدني أو يدخنون.والآن قدمت دراسة كبيرة، هي الأولى من نوعها في العالم لتحليل 40 تجربة علمية ذات شواهد شملت أكثر من 35000 شخص، أدلة قوية. إذ تقلل الأنظمة الغذائية المتوسطية وقليلة الدسم من احتمالية الوفاة والنوبات القلبية لدى الأشخاص المعرضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب مراجعة المقارنة الأولى لسبعة نظم غذائية نُشرت في دورية BMJ.ووفقاً لنتائج الدراسة، “تُظهر أدلة اليقين المعتدل أن البرامج التي تروج للأنظمة الغذائية المتوسطية وقليلة الدهون، مع أو بدون نشاط بدني أو تدخلات أخرى، تقلل الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب واحتشاء عضلة القلب غير المميت (النوبات القلبية) لدى المرضى الذين يعانون من زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.كما كتب الباحثون أنه من المحتمل أيضاً أن يقلل النظام الغذائي للبحر المتوسط من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.وتمت مراجعة 40 تجربة شملت 35548 مشاركاً – تمت متابعتهم لمدة 3 سنوات في المتوسط عبر 7 برامج للحمية – من قبل باحثين من الولايات المتحدة وكندا والصين وإسبانيا وكولومبيا والبرازيل.فيما شملت الأنظمة الغذائية نظام البحر المتوسط الغذائي ونظم قليل الدسم ومعدل الدهون المنخفض، ومزيج قليل الدسم وقليل الصوديوم، ونظام أورنيش (وهو عبارة عن نظام غذائي نباتي قليل الدسم والسكر المكرر)، والبريتكين (وهو نظام غذائي قليل الدسم وعالي الألياف ويحد من الأغذية المصنعة واللحوم الحمراء).واستناداً إلى أدلة اليقين المعتدل، كانت برامج النظام الغذائي المتوسطي أفضل من الحد الأدنى من التدخل في منع الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، والنوبات القلبية غير المميتة والسكتة الدماغية لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.كذلك كانت البرامج قليلة الدسم أيضاً متفوقة على الحد الأدنى من التدخل، مع يقين معتدل، للوقاية من جميع أسباب الوفيات والنوبات القلبية غير المميتة. أما النظم الغذائية الخمسة الأخرى فكانت بشكل عام ذات فائدة قليلة أو معدومة مقارنة مع الحد الأدنى من التدخل، وعادة ما تستند إلى أدلة منخفضة إلى متوسطة اليقين.في السياق قالت تريسي باركر، كبيرة أخصائيين تغذية في مؤسسة القلب البريطانية والتي لم تشارك في الدراسة، إنه “من المعروف منذ فترة طويلة أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي مفيد للقلب، لكن من المشجع أيضاً معرفة أنه يقلل من مخاطر الوفاة والنوبات القلبية لدى المرضى المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.وأضافت أنه “سواء كان الشخص في خطر أم لا، فإن أسلوب الحياة الصحي الذي يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً مثل النظام الغذائي المتوسطي يمكن أن يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية”، مردفة أنه يتم تقليل عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل مرض السكري من النوع 2 والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم مع اتباع نظام غذائي متوسطي.فيما ختمت أنه “من السهل القيام بذلك – بالتأكد من تناول الكثير من الفاكهة والخضروات والفاصوليا والعدس والحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات والبذور، إلى جانب بعض منتجات الألبان قليلة الدسم والدهون من مصادر غير مشبعة مثل زيت الزيتون. كما من المهم أيضاُ تناول كميات أقل من اللحوم المصنعة والملح والحلويات”.