تحظى الأشرطة الفموية باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة نظرا لما تقدمه من حلول للعديد من المشاكل المترافقة مع الأشكال الدوائية الأخرى على اختلافها، وخصوصاً لدى فئتي الأطفال وكبار السن؛ إذ ما زال الأطفال يرفضون في كثير من الأحيان تناول الأدوية السائلة بسبب طعمها وغيرها من الأسباب، بالتوازي مع عدم قدرة فئة كبار السن تناول كبسولات متعددة وكبيرة الحجم.
فما هو بالتالي الشريط الفموي؟يتم تصنيع الشريط الفموي عادة ليكون بحجم طابع بريدي مع القدرة على تصنيعه بأحجام وأشكال مختلفة، وبمجرد وضعه داخل الفم فإنه ومع اختلاطه باللعاب يبدأ بالتحلل ليذوب بشكل كامل خلال مدة زمنية محددة مسبقا لتبدأ بعدها مباشرة عملية الامتصاص إلى الدم، إذ يشير الباحثون إلى أنّ هذه التقنية توفر دقة عالية في الجرعة إذا ما قورنت بالأدوية السائلة والتي قد تصل نسبة خطأ الجرعة فيها إلى أربعة أضعاف.كما وتضمن هذه التقنية نسبة امتصاص عالية نظراً لغنى البطانة الداخلية للفم ومنطقة تحت اللسان بالأوعية الدموية، وهو ما يساهم في وصول الدواء للدم مباشرة دون عبوره بالجهاز الهضمي، مما يجعل منها حلا ممتازا للمرضى الذين يعانون من الغثيان والقيء.ولا يمكن التغاضي عن أن الأشرطة الفموية سهلة الاستخدام وترفع من راحة المريض بصورة لا تتوافر مع أي شكل دوائي آخر؛ فاستهلاكها لا يحتاج لشرب الماء، ومن الممكن التغلب من خلالها على مشكلة الطعم غير المستساغ للأدوية، هذا إلى جانب سهولة نقلها وتخزينها.من زاوية أخرى يشير الباحثون إلى أنه من الممكن لهذه التقنية أن تكون صديقة للبيئة مقارنة بباقي الأدوية التقليدية، وذلك نظرا إلى أنها لا تتطلب تصنيع أجهزة أو أدوات إضافية.ويُتوقّع للأشرطة الفموية الدوائية أن تكون أكثر انتشارا في المستقبل القريب في أسواق أميركا الشمالية وأوروبا نظراً لشيوع استخدام تقنية الأشرطة الفموية ووجود اعتياد على استخدامها في مجالات غير دوائية سابقا مثل أشرطة تغيير رائحة الفم، والميلاتونين، والفيتامينات.