عادت وسائل الاعلام لنشر الاخبار والمستجدات عن فيروس كورونا الذي مر على انتهائه حوالي السنة ونصف السنة.
وآخر ما تم نشره هو اعلان لمنظمة الصحة العالمية عن “عودة شبح فيروس كورونا”، اذ لا يزال يفتك بحوالي ١٧٠٠ شخص أسبوعياً، داعية الاشخاص الاكثر عرضة لخطر الاصابة لمواصلة تلقي اللقاح ضد الفيروس.
كما نبّه مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى خطورة تراجع الحماية عبر اللقاحات، وقال “البيانات تظهر أنّ الحماية عبر اللقاحات تراجعت بين العاملين في مجال الصحة والاشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ٦٠ عاماً وهم من أكثر الفئات عرضة لخطر الاصابة”.
اعتاد الناس على هذه الأخبار بعد صراع طويل مع الفيروس، فيما أثار هذا الخبر شكوك البعض حول ما اذا كانت الاخبار مجرد تخويف من أجل الحصول على اللقاح. فيما يعتبر البعض الآخر أنّ اللقاح مؤامرة عالمية للتخلص من أكبر عدد من سكان الأرض.
توجه موقع “بيروت نيوز” لسؤال العديد من المصادر الصحية التي أكدت على سلامة الوضع حالياً، مع الاشارة إلى أنّ حالات قليلة ما زالت تسجل الاصابة بالمرض.
وأفاد رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي ل”موقع بيروت نيوز” بأنّ “١٧٠٠ اصابة أسبوعياً تشكل حوالي ال٥٠٠٠ أو ٦٠٠٠ اصابة شهرياً في العالم وليس في منطقة أو بقعة معينة” مما يشير إلى أنّ الوضع طبيعي ولا يثير القلق.
وتابع:”الرشح يؤدي إلى الوفاة خاصة لدى الناس الذين يعانون من نقص قي المناعة وضعف في الرئتين أو عضلة القلب.
في لبنان، لم يعد هناك اقبال على فحوصات الكورونا لكنها تُقام عند وجود مريض يعاني من التهاب حاد في الرئة، للتأكد من سلامته فقط. واليوم يعتبر كورونا رشحاً عادياً ومضاعفاته ووفياته قليلة”.
هذه الارقام لا تعتبر مرعبة مقارنة بعدد سكان العالم لكنه تمهيد لعودة اثارة القلق. فهل من الممكن أن نشهد متحوراً جديداً في الايام القادمة أم أنّها مرحلة تشويش حالية؟
فبعد استمرار الحرب في غزة لأكثر من ٩ أشهر، وانكشاف الحقائق أمام الرأي العام الاميركي والاوروبي، وبعد المظاهرات التي ما زالت قائمة حتى الآن، هل يتوجه الاعلام لكف الانظار عن ما يحدث في العالم؟
أشار محلل سياسي واقتصادي لموقع “بيروت نيوز” إلى عدّة سيناريوهات قائمة “فمن الممكن أنّ خبر عودة فيروس كورونا ظهر لكف الانظار عن موضوع الحروب والجرائم ولتخفيف ضغط المظاهرات القائمة حول العالم.
فقد خسر الديمقراطيون الكثير من الاصوات في الانتخابات الاميركية نتيجة تضامن السكان مع الحرب في غزة.
وليس في أميركا فقط، ففي أوروبا هناك ضغط شعبي تضامناً مع الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “من جهة أخرى يمكن ربطها بالحرب العالمية الباردة أي الحرب بين الصين وأميركا، لأنّ الصين باتت تستعيد نموها الاقتصادي بعد صراع طويل مع الفيروس.
وقد توقفت منذ شهرين عن شراء الذهب، مما يعني أنّ قطاعاتها بدأت تتحسن وبدأ النمو الاقتصادي يسترجع عافيته.
إلى جانب سيناريوهات أخرى كالحرب الروسية- الاوكرانية والحروب الاخرى في أنحاء العالم.
ففي حال انتشر الفيروس من جديد من الممكن أن نطلق عليها مرحلة كوفيد ٢، لكن طالما بقي الأمر على وسائل الاعلام فمن المرجح أنّ تكون هذه السيناريوهات صحيحة”.