الإيدز يعود للواجهة… الفلبين تدق ناقوس الخطر

تالا الحريري9 يوليو 2025
الإيدز يعود للواجهة… الفلبين تدق ناقوس الخطر

عاد الحديث عن مرض الإيدز في الآونة الأخيرة بعد أن دقت الفلبين ناقوس الخطر. فقد بدأت الإصابات بمرض الإيدز تتزايد بوتيرة مقلقة، حيث يتم الإبلاغ عن أكثر من 55 حالة يومياً، مما دفع الدولة إلى إعلان حالة طوارئ صحية.

في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ترتفع الإصابات بالإيدز نتيجة ضعف التوعية بكل ما يتعلق بهذا المرض وكيفية الوقاية منه، زيادة حالات الاتصال الجنسي غير الآمن، استخدام أدوات حقن ملوثة أو أدوات ملوثة عند تعاطي المخدرات. وفي بعض الأحيان، تنقل الأم فيروس HIV إلى طفلها أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.

وتعتبر السودان من أكثر الدول تأثراً، حيث بلغت حالات الإصابة فيها أكثر من 120,000، مع ارتفاع في معدلات الإصابة بين النساء المتزوجات والعاملين في القطاعات ذات المخاطر، نتيجة ضعف التوعية وانتقال العدوى عبر الأزواج.

أما محلياً، فقد تداولت وسائل إعلامية في وقت سابق خبراً عن ارتفاع عدد المصابين بمرض الإيدز إلى نحو 3 آلاف إصابة خلال العام 2023، نتيجة رسم الوشوم. فيما نفت وزارة الصحة هذه الأرقام، مشيرةً إلى أنَّ الإصابات بالإيدز لم تتجاوز الـ260 إصابة خلال عام 2023. وخلال عام 2024، تم تسجيل 50 إصابة إضافية حتى تاريخ آخر تقرير (تموز 2024).

عالمياً، توفي حوالي 680,000 شخص بسبب أمراض مرتبطة بفيروس HIV، مع استمرار ارتفاع معدلات الإصابة في مناطق متعددة.

كيف يُفرّق الـ HIV عن الإيدز؟

فيروس HIV هو المسبب، بينما الإيدز هو المرحلة المتقدمة من الإصابة بالفيروس، والتي تتسم بانخفاض شديد في خلايا CD4، وهي نوع من خلايا الجهاز المناعي.

في البداية، قد تظهر أعراض خفيفة أو غير مشخصة، تليها فترة بدون أعراض، ثم تتطور إلى ضعف في الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى ظهور أمراض فطرية، بكتيرية وفيروسية.

حسب منظمة الصحة العالمية “الإيدز هو عدوى تهاجم جهاز المناعة في الجسم، وتستهدف خلايا الدم البيضاء، مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، والإصابة بأمراض خطيرة مثل السل والالتهابات والسرطان”. وتضيف الصحة العالمية أن “الفيروس ينتقل بسهولة في الأشهر الأولى اللاحقة للإصابة، لكن كثيراً من المرضى لا يعرفون إصابتهم إلا في مراحل متأخرة، وأحياناً لا يعرفون لأن أعراض الإصابة بالمرض الخطير تشبه أعراض مرض الأنفلونزا، مثل الحمى، الصداع، الطفح الجلدي، التهاب الحلق، تورم الغدد الليمفاوية، فقدان الوزن، الإسهال، والسعال”.

وفي العقود الثلاثة الماضية، شهد العالم زيادة ملحوظة في أعداد المصابين بفيروس HIV. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يوجد حالياً أكثر من 38 مليون شخص يعيشون مع فيروس HIV، مع حالات جديدة تُكتشف يومياً.

دواء معتمد لعلاج فيروس نقص المناعة البشري

حسب معلومات “مايو كلينيك”، أُطلق أول دواء معتمد لعلاج فيروس نقص المناعة البشري عام 1987، وهو AZT، وكان في ذلك الوقت أسرع دواء يحصل على موافقة رسمية. في أواخر عام 1995، تم الجمع بين ثلاثة أدوية مختلفة لقمع تكاثر الفيروس. ومع تقدم السنوات، تم الانتقال من تناول أدوية متعددة بآثار جانبية كثيرة إلى تناول حبة واحدة يومياً. ومع ذلك، فإن توقف المرضى عن تناول الدواء يؤدي إلى عودة الفيروس.

ماذا عن اللقاح؟

تطوير لقاح فعال ضد فيروس HIV هو من أصعب التحديات العلمية، نظراً لطبيعة الفيروس المتغيرة بسرعة، وعدم قدرة الجسم على تكوين مناعة كافية بشكل طبيعي.

فالإيدز يتميز بقدرة هائلة وسريعة على التحور، هذا يعني أنه يغير بروتيناته السطحية (خاصة بروتين الغلاف) باستمرار، مما يجعل من الصعب على الجهاز المناعي إنتاج أجسام مضادة تستطيع التعرف على الفيروس والقضاء عليه بفعالية. وكلما تحور الفيروس، يبدو وكأنه فيروس جديد للجهاز المناعي. وبعد إصابة الخلايا، يدمج الفيروس مادته الوراثية في الحمض النووي للخلايا المضيفة، مما يسمح له بالاختباء من الجهاز المناعي ومن العلاجات المضادة للفيروسات.

كما أنّ التجارب السريرية للقاحات الإيدز غالباً ما تكون معقدة وطويلة ومكلفة للغاية، وكثيراً ما تواجه وفشلاً في مراحل متأخرة، كما حدث مع العديد من اللقاحات الواعدة سابقاً.

جهاز تحليل الإيدز المنزلي الفوري

في ظل ارتفاع حالات الإصابة، يتزايد الطلب على أساليب الكشف المبكر. ومن أبرز الأدوات الحديثة جهاز تحليل الإيدز المنزلي الفوري من الجيل الرابع P24، الذي يتيح نتائج دقيقة وسريعة خلال دقائق، ويساعد في الكشف المبكر عن الإصابة وتقديم العلاج في الوقت المناسب.

[٦/‏٧, ١٢:٢٣ م] تالا الحريري: كابشن: بدأت الإصابات بمرض الإيدز تتزايد بوتيرة مقلقة، حيث يتم الإبلاغ عن أكثر من 55 حالة يومياً، مما دفع الدولة إلى إعلان حالة طوارئ صحية.