التفاهم يفرض نفسه على التكليف… الحريري الأوفر حظاً وحزب الله يحسمها اليوم

1 نوفمبر 2019
التفاهم يفرض نفسه على التكليف… الحريري الأوفر حظاً وحزب الله يحسمها اليوم

لم تخرق الكلمة التي توجه بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين لمناسبة مرور 3 سنوات على انتخابه رئيساً للجمهورية، الشرخ الحاصل بين المنتفضين في الشارع والسلطة الحاكمة.

 فبعد 15 يوماً على التظاهرات المطلبية، لم يشف الرئيس عون غليل المتظاهرين بكلامه، بل ان تأخيره في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة خلفاً للرئيس سعد الحريري طرح الكثير من علامات الاستفهام لديهم.

واليوم يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في كلمة هي الثالثة له منذ بدء التظاهرات، ليرسم خريطة المرحلة المقبلة لحزب الله، وسط ترقب المتابعين لمضامين هذه الكلمة والرسائل التي يريد توجيهها وهل سيطرح اسم رئيس الحكومة المقبلة؟

الاتصالات مستمرة
وسط هذه الأجواء، تتواصل الاتصالات بين مختلف الفرقاء السياسيين للاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبلة. وبحسب صحيفة “النهار” لا يزال الرئيس سعد الحريري الاسم الذي يتقدم كل الصيغ الحكومية حتى اللحظة. وتجمع المصادر المواكبة لحركة الاتصالات على ان التركيز هو على صيغة الحكومة الرشيقة والمنتجة والتي توحي بالثقة، ولا يزال الطرح حكومة تقوم على فصل الوزارة عن النيابة وبرئاسة الحريري يتقدم اَي طرح آخر، لكنه يحتاج الى اجماع لم يتبلور بعد. 

فالرئيسين ميشال عون ونبيه بري وحزب الله لم يحسموا مسألة تسمية الحريري، بالرغم من تيقّن الجميع أن حظوظه هي الأعلى. ولا يتعلق هذا الموقف، بحسب المعلومات لـ”الأخبار”، بمحاولة الاتفاق على صورة الحكومة المقبلة قبل الخوض في التسمية، بل يتعلق بالموقف من الاستقالة نفسها، والتي يعتبر بري أن الحريري خذله عندما أعلنها، فيما يذهب عون وحزب الله إلى اعتبارها طعنة في الظهر.

وفي اطار الاتصالات الناشطة بين القوى السياسية للاتفاق على التكليف والتأليف، لقاء وحيد خرج الى العلن هو الذي ضمّ في “بيت الوسط” الرئيس الحريري ومعاون الرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل على مدى ساعة ونصف ساعة، وسط تكتم شديد على المحادثات التي تخللته. وفهم من المصادر المواكبة ان البحث لا يقتصر على عملية التكليف بل خاض ايضاً في عملية التأليف وحتى في الاسماء.

وقد خرج خليل بخلاصتين، الأولى، بحسب “الأخبار” إن الحريري راغب بالعودة إلى رئاسة الحكومة والثانية بأنه يميل إلى حكومة تكنوقراط. لكن في المقابل، فإن الجو العام لدى 8 آذار، صار ميّالاً إلى عدم قبول هذه الحكومة، مع استعداد لمناقشة حكومة سياسية مطعّمة بوجوه تكنوقراط، انطلاقاً من أن المرحلة المقبلة ستشهد تحديات سياسية عديدة، ولا يمكن، بالتالي، مواجهتها بحكومة لا تملك قراراً سياسياً.

وتوقفت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” عند التواصل الذي بدأ في “بيت الوسط” بين الرئيس الحريري والوزير علي حسن خليل وقالت ان اي تواصل بين بعبدا وبيت الوسط يفترض به ان يحصل على ان الموضوع الحكومي امام 3 خيارات اثنان منهما الأقرب الى التحقيق وهما تكليف الرئيس الحريري او شخصية سنية بالأتفاق معه، في حين ان قيام حكومة اللون الواحد مستبعد كليا.

وعلمت “النهار” ان كلاً من حركة “أمل” و”حزب الله” لا يزال متمسكاً باعادة تكليف الرئيس الحريري الى حد كبير، بينما الرئيس عون منفتح أكثر على التغيير. والى لقائه الوزير علي حسن خليل، علم ان الحريري التقى أمس للمرة الثانية في 48 ساعة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي. وتحدثت المعلومات عن عمل دؤوب يجري لتدوير الزوايا الحادة التي واكبت الاستقالة ومنها تهدئة الاجواء المتعلقة بما أثير عن توتر بين الحريري والوزير باسيل.

تكليف وتأليف سريعان؟
وفي حين أشارت المعلومات الصحافية المتداولة اليوم الى ان الرئيس عون يسعى الى استشارات سريعة تكون بين مساء الاحد أو الاثنين لتسمية رئيس الحكومة المقبلة، أوضحت المصادر لـ”اللواء” أنه سيستفاد من هذا التوقيت في جولة مشاورات لاستشراف شكل الحكومة، لان الهدف ان يتم التكليف والتأليف سريعاً وان تختصر فترة تصريف الأعمال.

الى ذلك، أشارت مصادر وزارية متابعة لاتصالات قصر بعبدا لـ”النهار” الى أن رئيس الجمهورية سيدعو إلى الاستشارات النيابية الملزمة عندما يرى أنها لن تؤدي إلى شرذمة وضياع واستمرار الفراغ،إذ أن الرئيس عون يرى في عملية تصريف الأعمال فراغاً في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية السائدة وقالت إن الرئيس يواصل مشاوراته من أجل تكليف شخصية تحظى بالأكثرية النيابية، وأن الرئيس الحريري هو من الشخصيات التي يقدرها الرئيس عون كما يقدر جهات سياسية أخرى أيضاً، وأن لا كلام حتى الأن لا عن شكل الحكومة ولا عن حددها.

وتخوفت المصادر من أجهاض مطالب الناس بعد تسييسها في الشارع، وأن تكون الاستقالة قد أدت إلى انقسام، مبدية ارتياحها الى يقوم به الجيش لفتح الطرق بعدما أزيلت الحواجز من وجهه.

ورجحت معلومات مصادر قريبة من “التيار الوطني الحر” مساء أمس ان تجرى الاستشارات بعد ظهر الاحد أو يوم الاثنين، استناداً الى ثلاثة احتمالات هي: تكليف الحريري مجدداً أو التفاهم معه على صيغة الحكومة والشخصية التي تتولى رئاستها أو من دون الحريري مع استبعاد الاحتمال الاخير.

حزب الله لا يريد التكنوقراط
وبانتظار ما سيقوله الأمين العام لحزب الله اليوم عن الاتصالات السياسية، لفتت صحيفة “النهار” الى انه فهم ان “حزب الله” لا يقبل بحكومة تكنوقراط في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة إقليمياً وداخلياً، الا ان حكومة مختلطة من تكنوقراط ومن سياسيين من غير النواب قد تشكل حلاً وسطاً تحتاج تفاصيله الى مشاورات في اكثر من اتجاه ولا سيما مع الحليف المسيحي أي رئيس “تكتل لبنان القوي” الوزير جبران باسيل.

وفي حين، نفت مصادر قريبة من الحزب لـ”اللواء” ان يكون لديه مرشّح حتى الآن لرئاسة الحكومة، رأت ان عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة أمر وارد، لكنها اشارت إلى ان الحزب ما زال مصراً على رفض حكومة التكنوقراط، ويتمسك بحكومة سياسية يملك فيها زمام المبادرة.

وتوقعت ان تحسم كلمة السيّد نصر الله اليوم توجهات الحزب لهذه الناحية، في حين وصفت كتلة الوفاء للمقاومة الاستقالة بأنها مضيعة لمزيد من الوقت اللازم للاصلاحات التي تعتبر على نطاق واسع ضرورة لإخراج لبنان من الأزمة.

اسماء سنية جديدة تطرح على الطاولة

 وفي وقت نفت فيه دوائر بعبدا المماطلة أو التمييع أو أي أمر آخر، من زاوية ان الرئيس عون ملزم، وفقا للأصول بخيارات النواب، تحدثت مصادر أخرى لـ”اللواء” ان شخصيات سنيّة زارت بعبدا، للبحث في كيفية تجاوز مسألة اختيار شخصية رئيس الحكومة، خارج تيّار “المستقبل”، وفي هذا أشارة إلى ان بعبدا تبحث عن خيارات غير الرئيس الحريري.

وفي السياق، تحدثت معلومات عن ان الوزير جبران باسيل، استقبل في قصر بعبدا شخصيات سنيّة من زاوية الوقوف على رأيها قبل الإنطلاق بالاستشارات النيابية لتأليف حكومة جديدة، فأجابه انه سيجري جولة مشاورات لمعرفة من يريده أهل السنّة.

ومع ان النائب نهاد المشنوق نفى زيارة بعبدا الا ان المصادر تحدثت عن أن الوزير السابق محمّد المشنوق زار بعبدا وكذلك النائب فؤاد مخزومي.

وتحدثت المعلومات عن ان الوزيرة السابقة ليلى الصلح اعتذرت عن تحمل المسؤولية بسبب المرض، بعدما فاتحها مستشار خاص بالموضوع في محاولة لجس نبضها.

بالمقابل ترددت معلومات أخرى، ان من بين الشخصيات التي يمكن ان يقترحها الرئيس الحريري وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريّا الحسن، لتأليف حكومة خبراء واختصاصيين غير سياسية.