صاروخ أرض – جو في النبطية.. رسائل عدّة ومسار مستمر

1 نوفمبر 2019

لا يمكن فصل قيام “حزب الله” بإستهداف طائرة إستطلاع إسرائيلية في منطقة النبطية – جنوب لبنان، عن التوترات السياسية في لبنان والمنطقة، أقله في التحليل، لذلك يمكن قراءة ما حصل في الجنوب عبارة عن توجيه عدّة رسائل إلى عدّة أطراف.

ليس مهماً ما إذا كانت الطائرة سقطت أو لم تسقط، فعند الحديث عن عمليات الردع يجب النظر ما إذا كان إستهداف الطائرة حدث بقصد إسقاطها.

الرسالة الأولى إسرائيلية، وهي من  شقين، الشق الأول مرتبط بالمسار الذي بدأ منذ إستهداف طائرات الإستطلاع الإسرائيلية للضاحية الجنوبية، حيث بدأ الحزب عسكرياً مسار تقييد حركة طائرات الإستطلاع في لبنان، وهو وفق مصادر مطلعة مسار مستمر ومتصاعد تدريجياً.

أما الشقّ الثاني من الرسالة الإسرائيلية فهو مرتبط بأن الحزب لا يزال جاهزاً لفتح إشتباك عسكري مع إسرائيل بغض النظر عن إنشغالاته الداخلية.

الرسالة الثانية، موجهة إلى الأميركيين، وتتركز بشكل أساسي على أن الحزب سعى في اللحظة التي تتسلل فيها الفوضى إلى لبنان للقول بأن هذه الفوضى لن تؤدي إلى تآكل قدرته بل على العكس ستمكنه في ظل تشقق الإستقرار السياسي إلى التصرف بعيداً عن الإعتبارات الداخلية التي كانت تكبله، ولعل إستخدام سلاح صاروخي وليس تقنيا لإسقاط الطائرة خير دليل.

الرسالة الثالثة داخلية، وتصب في إطار تحديد أفق خصوم الحزب التفاوضي، إذ أراد الحزب إنهاء أي نقاش حول سلاحه، وتحديداً منع ربط أي مفاوضات سياسية وحكومية داخلية بموضوع السلاح الدقيق والنوعي.